تدور الرواية حول عائلة إيرنشو وعائلة لينتون. في يوم من الأيام يعود السيد إيرنشو ومعه ولد صغير من الغجر ويقرر تبنيه. تحب إليزابيث وهي ابنة السيد إيرنشو هيثكلف منذ الصغر، على عكس أخيها هيندلي الذي اعتاد ضرب وإهانة هيثكلف بصورة دائمًا.

تتوالى الأيام ويكبر الحب بين إليزابيث وهيثكلف، ولكن تتعرف إليزابيث على عائلة لينتون وابنهم إدغار الذي اتضح فيما بعد أنه واقع بحب إليزابيث. هنا تقع كاثي بين خيارين وهما إما البقاء مع هيثكلف أو الزواج من إدغار بهدف الحصول على الرفعة، حيث كان إدغار ثري وصاحب نفوذ قوي. طبعًا هنا تقرر كاثي الزواج من إدغار، وعلى سبيل الانتقام يغيب هيثكلف لثلاث سنوات ليعود متعلم وثري.

كان سبب عودة هيثكلف هو الانتقام من إدغار وهندلي بطريقة قاسية. حيث تزوج من أخت إدغار ليحرق قلبه، واستطاع الاستحواذ على ممتلكات هندلي جميعها مستغلًا أن هندلي كان سكيرًا ومقامرًا، وفي النهاية جبر ابنة كاثرين على الزواج من ابنه المريض ليستحوذ أيضًا في النهاية على ممتلكات إدغار بعد موته. أي أن هدف هيثكلف من انتقامه منذ البداية كان الاستحواذ على مرتفعات وذرينغ ليصبح المالك الوحيد لها. في الواقع تُعتبر هذه الراوية من أعظم كلاسيكيات الأدب الإنجليزي بل وأعنفها أيضًا؛ بسبب طريقة تناولها لموضوعي الحب والانتقام بهذا الشكل.

أمّا رواية Great Expectations – الآمال عظيمة للكاتب العظيم Charles Dickens – تشارلز ديكنز فيروي فيها قصة أكثر الشخصيات كآبة في الأدب الإنجليزي وهي الآنسة هافيشام. تخلى خطيب الآنسة الثرية هافيشام عنها في في يوم زفافها، بالطبع كانت هي مصدومة من هذا التصرف ما جعلها شخصًا غريب الأطوار، وتعيش وحيدة في منزلها الفخم، وترتدي دائمًا ثوب زفافها. كما كانت ساعات القصر جميعها مضبوطة على الوقت الذي تركها فيها خطيبها.

فيما بعد تبنت الآنسة هافيشام إستيلا وربتها. في البداية، تسعى الآنسة هافيشام إلى حماية إستيلا من قسوة الرجال، لكنها بعد ذلك تحاول أن تجعلها سلاحًا للانتقام لاستخدامه ضدهم. حيث تربيها بأن تصبح باردة المشاعر لتكسر قلوب الرجال، ومن سوء حظ الراوي بيب يقع في حب هذه الفتاة الجميلة المرعبة والمتغطرسة… ما ينتج لنا قصة حب كئيبة.

لكن في نهاية الرواية التي تعد من أعظم كلاسيكيات الأدب الإنجليزي عندما تعلم الآنسة هافيشام أن انتقامها ساهم فقط في نشر المزيد من الألم وخصوصًا عند رؤيتها لبيب يعاني ما عانته هي، تتوسل للمغفرة، ما يدفعنا للقول إن السلوك السيئ يُعوض بالندم.

ثم تأتي رواية The Scarlet Letter – الحرف القرمزي للكاتب Nathaniel Hathorne – ناثانيال هوثور، والتي تعد من أعظم كلاسيكيات الأدب الإنجليزي، وتدور أحداث هذه الرواية حول علاقة حب دون زواج تحدث بين القس آرثر ديميسديل وهستر برين تنتج عنها ولادة طفلتهما بيرل. تُفضح بعدها هستر وتُرغم على ارتداء حرف A قرمزي للدلالة على قيامها بعلاقة غير شرعية.

في بداية الرواية نعلم أن زوج هستر، روجر تشيلينجورث، خارج البلاد منذ زمن طويل ولكن عند عودته إلى البلاد يعلم بشأن علاقة زوجته مع القس ليسعى بعدها للانتقام. بالنسبة لهوثورن يرى الانتقام أنه سرطان يستولي على الجسد والعقل والروح، وذلك بسبب الفوضى والخراب الذي يخلقه. في الرواية يحاول الكاتب إثبات أن الانتقام يمكن أن يكون واحد من أكبر الخطايا التي يرتكبها الإنسان.

كان حب روجر لزوجته كبير لكنها هي لم تبادله حبه هذا. ظنت هستر أن روجر مات بسبب غيابه الطويل حيث اتضح أنه كان أسير لدى الأمريكيين الأصليين، لتقع بعدها بحب القس آرثر. تتوالى الأحداث في الرواية ويقابل روجر هستر ويطلب منها الافصاح عن اسم عشيقها إلا أنها ترفض لمعرفتها أنه يسعى للانتقام. لكن لم يتطلب الأمر طويلًا حتى يكتشف روجر من هو عشيق زوجته.

يغير روجر اسمه، ويتظاهر أنه طبيب ويتقرب من آرثر الذي انهكه المرض بسبب ندمه من آثامه التي اقترفها. يوضح لنا هوثورن في الرواية أن أحد أسوأ جوانب الانتقام هو نفاقه. حيث يسعى الانتقام إلى تصحيح الأخطاء عن طريق ارتكاب خطأ أكبر. أجل، تشيلينجورث هو في الواقع رجل مظلوم يتألم عند معرفة أن زوجته لم تكن مخلصة له، ولكن ما فعله في الواقع شنيع للغاية حيث تقرب من رجل يعاني بسبب شعوره بالذنب، ويتظاهر بأنه معالج له وصديقه، لكنه كل ما يريده هو الأذى فقط. أي أن الانتقام يحول الرجل الصالح إلى منافق.

مع نهاية الرواية يعرف القس آرثر حقيقة هوية روجر، ويعترف على الملأ بعلاقته مع هستر ليموت بعدها. وبعد عام من موت القس يموت روجر بسبب حنقه لعدم قدرته على الأخذ بانتقامه كما أراد. تكبر بيرل بعدها وتتزوج من رجل أرستقراطي أوروبي ويصبح لها عائلة سعيدة، وأما هستر تستمر بالقيام بأعمالها المعتادة ليغفر الناس لها شيئًا فشيئًا أثمها الذي اقترفته، وعند موتها تُدفن في مقبرة جديدة ويُكتب على قبرها حرف A للدلالة على حب هستر وديميسديل.

في نهاية حديثنا، نرى أن أعظم كلاسيكيات الأدب الإنجليزي من الروايات العالمية الشهيرة اهتمت كثيرًا بموضوع الحب والانتقام وحاولت في بعض الأحيان زرع حقيقة سوء السعي للانتقام في عقول القراء.