كيف خدم لورنس العرب مصالح بريطانيا في الجزيرة العربية؟

تودد لورانس إلي العرب وارتدي زيهم وتحدث لغتهم وعاش معهم في الصحراء، وقدم لهم المساعدات العسكرية والتدريب وأوقد حماسهم واستخدمهم لتفكيك الدولة العثمانية، بما يمكن أن يقال عليه " ظاهره الرحمة باطنه العذاب".

من هو توماس إدوارد لورنس (لورانس العرب)؟ولد توماس إدوارد لورنس في 16 أغسطس 1888 لأب بريطاني وأم اسكتلندية الجنسية، استقرت اسرة لورانس في مقاطعة يريتياي بفرنسا، حيث تلقي تعليمه على يد مربية فرنسية ثم التحق لورانس وهو في السادسة من عمره بمدرسة سانت ماري، ثم عادت أسرة لورانس إلي انجلترا وهو في الثامنة من عمره حيث عاش لورانس طفولة مرفهة بمقاطعة أكسفورد.نشأ لورانس في أسرة ملتزمة بالتقاليد المسيحية، وظهر شغفه بدراسة التاريخ والآثار، في عام 1908 التحق لورانس بجامعة اكسفورد، واهتم بدراسة الهندسة والاستراتيجية العسكرية وبحث التاريخ العسكري.
كان لورانس نابغا منذ البداية، وأثار اعجاب اساتذته ووالده الذي شيد له غرفة مستقلة في حديقة المنزل ليتفرغ لنجاحه، وذلك بعد أن قام بعمل بحث ميداني حول الاستراتيجية العسكرية كان قد طلب منه في جامعته ن فقطع مسافة 2400 ميل بدراجته في فرنسا لتحصيل البحث .
الجاسوس لورانس العربعمل توماس إدوارد لورانس الملقب بلورانس العرب جاسوساً لصالح جيش بريطانيا العظمي قبيل وأثناء الحرب العالمية ، حيث ساعد في إشعال فتيل الثورة العربية ضد الامبراطورية العثمانية.
كان لورانس على علم كبير بالمنطقة العربية وذلك لمشاركته في البعثات الأثرية ببعض الدول العربية، وكان يجيد اللغة العربية كذلك، لذلك استعانت به بريطانيا لإشعال فتيل الحرب بين العرب والدولة العثمانية، ولإيهامهم بتكوين الوحدة العربية، التي يقول لورانس بنفسه أنها مجرد سراب، مقابل التخلي عن الوحدة الإسلامية.

استدعي السير جليبرت كلايتون لورانس وقام بتعيينه في قسم الخرائط، وعندما ظهرت براعته وعبقريته أمر بنقله لقسم المخابرات السرية ، انتقل بعدها لورانس إلي الجزيرة العربية ليجمع معلومات حول الثورة التي يقودها الشريف حسين ضد الأتراك.

وهناك التقي بالأمير عبد الله الابن الثاني للأمير حسين، كان لورانس يبحث عن شخصية القائد للثورة التي يمكن أن تساندها بريطنا ولقد وجد ضالته في الأمير فيصل.
قررت القيادة البريطانية إعادة لورانس للجزيرة العربية ليقدم الدعم للأمير فيصل، ويعمل كمستشار له في اتخاذ القرارات الهامة، وبالفعل ساندت بريطانيا الأمير فيصل والثورة العربية ضد الدولة العثمانية بالعتاد والسلاح والتدريب ، وقام لورنس باستقطاب الزعماء وشيوخ القبائل العربية للانضمام للثورة العربية وبالفعل نجح في ذلك.
تودد لورانس للعرب وأرتدي زيهم وتحدث بلغتهم وقد نجح في خداعهم واستخدامهم لتفكيك الامبراطورية العثمانية، الأحداث التي تلتها اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الدول العربية بين بريطانيا وفرنسا وتبعها إعلان بلفور لليهود واحتلا فلسطين.