كتب ساخرة تثير صوت ضحكاتك

منذ أن كنت أذهب للتصوير وأنا صغيرة، كانت الكلمة التي يرددها على آذاني أي مصور: “ابتسمي يا صغيرتي، لتكون الصورة جميلة” وكبرت ومازلت أذهب للتصوير ويتردد على آذاني عبارات تحثني على التبسم، أحيانًا كنت أبتسم وأوقات أخرى أفضل عدم التبسم، لكن كنت أقارن الصورتين ببعضهما فأجد صورتي الباسمة تجبرني على الضحك والابتسام مرة أخرى، فتحققت من أن التبسم يبعث على السرور في وجه الناظر، وهذه حقيقة تأكدت منها بنفسي، فالتبسم يبث الأمل والتفاؤل ويجعل الحياة صافية أمام عيوننا، وهذا ما سعى إليه الكثير من الكتّاب الساخرين الذين أدركوا هذه الحقيقة، فأرادوا نشر الضحك والبهجة والابتسامة؛ لهذا نقدم لك مجموعة ترشيحات جديدة للقراءة خلال شهر أبريل، من ضمن روائع كتب الأدب الساخر العربي.

دعوة للابتسام

ومن روائع كتب الأدب الساخر العربي، نبدأ مع كتاب “دعوة للابتسام” للكاتب والأديب والفيلسوف والصحفي المصري أنيس منصور، والذي صدر عام 1996، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات تتناول قصص ومجموعة من المواقف الطريفة التي تسرق منك الضحك والابتسامة، منها تجارب شخصية للمؤلف نفسه عندما كان طفلًا ومواقف في شبابه، وسخر من الأدباء والكثير من الشخصيات السياسية والشخصيات المعروفة.

وفي مقدمة الكتاب يدعوا القارئ للابتسام، ذاكرًا أشهر اللوحات التي خُلدت كانت لامرأة تبتسم وهي الموناليزا، فالابتسامة تأخذ الإنسان في عالمٍ مليء بلحظات التفاؤل، فابتسم وتفاءل يا صديقي، كما طلب منك أنيس منصور في كلماته الأولى في الكتاب، وتقبل دعواه في عنوان الكتاب.

“الدنيا كالمرأة، ابتسم لها تبتسم لك، مؤكد: لن يرتفع سعر الابتسام، ولن تنخفض قيمته، ابتسم الآن، فقد لا تقدر على ذلك غداً، الابتسامة تضيء العقل وتدفئ القلب، إذا لم تستطع أن تبتسم، فحاول أن تقلد الذين يفعلون ذلك، من يبتسم للناس، لا يلتفتون إلى ملابسه القديمة، إذا كان قلبك باسمًا ظهر ذلك على وجهك، أنت تحتاج إلى تحريك 26 عضلة لكي تبتسم و 62 عضلة لكي تتجهم، (ابتسام) كلمة أولها: أب وآخرها: أم!”

يوميات حمار

ومن تأليف الكاتب والصحفي الساخر أحمد رجب جاء كتاب “يوميات حمار”، وهو كتاب من الأدب الساخر العربي، صدر في فترة حرب الخليج بهدف السخرية السياسية، فصور الحمار في زي مستشار سياسي له فلسفته الخاصة وعلى الرغم من أنه حمار فإنه يُعامل كالبشر، ويسافر بلادًا ويقابل شخصيات عالمية ويرد على العالم الكبير أينشتاين، وله من التجارب ما دفع الناشر للإلحاح عليه كي يكتب مذكراته لتُنشر ولينقل تجاربه التي تعلمها من البشر لعل وعسى يستفيد منها الغير، ويقدرون الخدمات الجليلة التي يقدمها للبشر، وكيف لا وهو المستشار السياسي لكبار الساسة والأعلى صوتًا في المجتمع بنهيقه العالي الذي إذا بدأ انخفضت الأصوات حوله حتى يهدأ.

ويتناول الكاتب على لسان الحمار تحليله للكثير من المواقف والأوضاع السياسية في فترة حرب الخليج بصورة فكاهية تحمل في طياتها الكثير من التحليلات المنطقية والتي توحي ببعد نظر الكاتب واستطاع من خلال كتابه الساخر هذا أن يوجه رسالة ورأي على لسان صديقنا الحمار الفيلسوف لنا، راسمًا الابتسامة على وجه كل من يقرأ الكتاب، وهذه عادة الكاتب الساخر أحمد رجب الذي يبث الضحك والبهجة والسعادة في قلوب قرائه ومن ورائها رسالة تحث الناس على الوعي بمجريات الأمور حولهم.

أم رتيبة.. جمعية قتل الزوجات

وهو كتاب للكاتب المصري الكبير يوسف السباعي، ويتكون من مسرحيتين فكاهيتين من درر الأدب الساخر العربي، بعنوان: “أم رتيبة، جمعية قتل الزوجات”، ومن خلالهما يبعث الكاتب السرور على نفوس قرائه من خلال الحبكة الطريقة مع اضفاء البهجة على ألسنة الأبطال البسطاء، باللغة المصرية العامية الدارجة.

ففي مسرحية أم رتيبة، يروي الكاتب قصة أم رتيبة وهي تعيش مع أخت وأخ يكره فكرة الزواج، لأنه يرى أن الزواج سببًا للكثير من المشاكل، فأضاع على أختيه الكثير من الفرص، وأوهمهن أنه سيعود لهما من الموت إذا مات ليضمن أنهنه قد نفذن أمره، كل ذلك في إطار من الضحك والفكاهة. أما عن مسرحية جمعية قتل الزوجات، فتدور أحداثها حول مجموعة من الأزواج الذين اجتمعوا على كره زوجاتهم وأرادوا التخلص منهم وقتلهم، لكن الزوجات اكتشفن هذا التدبير وأفسدوه، بأحداث فكاهية للغاية.

وتظهر المسرحيتين براعة الكاتب في محاكة البيئات المصرية المختلفة ويظهر ذلك من حسن استخدامه للكلمات المناسبة والأمثال الشعبية لألسنة أبطال المسرحيتين بحكم بيئتهم البسيطة الظريفة، ليروي المشاكل التي كان يعاني منها الأزواج في هذه الحقبة في مصر، خاصةُ في البيئة المصرية الشعبية البسيطة وكان الكاتب موفقًا في اختيار شخصيات المسرحيتين، وقد أبدع في تصوير المشاهد، فتشعر وكأنك تشاهد عرضًا حقيقيًا أمام عينيك.

حمار من الشرق

للكاتب الساخر المصري الكبير محمود السعدني كتاب طريف جدًا ينتمي لتصنيف الأدب الساخر العربي بعنوان: “حمار من الشرق“، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات، ويختص في كل مقال فكرة معينة، ويبدأ في سردها في صورة حوار، يدور بين فتاة باريسية وبينه مشبهًا نفسه بحمارٍ قادم من الشرق، وبالرغم من فكاهة الحوار الذي يثير الضحك على وجه القارئ، إلا أنه يتناول موضوعات هامة لأمم الشرق، موجهًا عدة رسائل خفية، تدعو الناس للوعي.

ويُلفت الكاتب نظر الناس للأخطاء الفادحة التي تتسبب في رجوع مجتمعنا العربي خطوات للوراء، موضحًا تعامل الشرق مع المشكلات الكبيرة بشكلٍ هزلي، وجديتهم الصارمة غير المحسوبة في المواقف البسيطة للغاية، وكأنه يصيح فينا موجهًا إيانا نحو إتباع التفكير الناقد، فلا بأس من نقد الذات، والتفكير في الأمر جيدًا وإعطاؤه حجمه المناسب، دون زيادة أو نقصان، كل ذلك من خلف ستار الفكاهة وحس السخرية التي ترسم البسمة، رغمًا عن أنف القارئ، فكان الكتاب من روائع الأدب الساخر العربي.

ابتسم من فضلك

ومن روائع كتب الأدب الساخر العربي، يأتي كتاب “ابتسم من فضلك” للكاتب الساخر محمد عفيفي، ويتناول فيه عدة جوانب من حياتنا، بأسلوب طريف وساخر ويقدم من خلال كتابه نصيحة قيّمة صالحة لكل وقت، تحمي من الاضطراب والقلق، وتأخذك إلى بر الأمان بعيدًا عن كل ما يعكر صفو الحياة، ألا وهي الابتسامة، قائلًا: ابتسم من فضلك، ويوجه رسالة للقارئ في مقدمة الكتاب تجبره على إكمال قراءته في وقتها، وكل صفحة من صفحات الكتاب تجذب القارئ للتالية، حتى تفرغ منه وتفتقده مع انتهائه.

“أعتقد انك سوف تحب هذا الكتاب إذا كنت تحب الامور التالية: الأطفال والقطط والملوخية الخضراء، وسوف يزداد حبك له إذا كنت تهوى التطلع إلى السحب البيضاء في سمائنا الزرقاء، وإلى الخضرة الضاحكة في حقول البرسيم، حيث تتناغم مع الزرقة الباسمة في حقل الكرنب.

فإذا كنت تحب الإناث، فلن تعدم في هذه الصفحة أو تلك: أنثى تحاول أن ترضي مزاجك، ابتداءً من الملكة نفرتيتي الحالمة وحماتها الأفعوانية، إلى الشغالة المعاصرة التي اكتشفت سيدتها أنها مصابة بالغريزة الجنسية. ولعلك تحب أن تعرف إجابات بعض الأسئلة التي تبدأ بلماذا ومتى وكيف، فلماذا يدخن الناس؟ أو لماذا يتصافحون؟ وكيف تشتري خروف العيد أو تهرب من منادي السيارات؟ ومتى يجوز للسيدة المهذبة أن تهرش وأين؟ وما إلى ذلك من التساؤلات التي يبذل الكتاب جهودًا متواضعة للإجابة عليها”.

بالرغم من أنّ الضحك والتبسم من العادات التي لا تستهلك منا أي جهد، إلا أنّ مشاغل الحياة والنظرة السلبية للأشياء تسلبها منا، بل وقد تنسينا إياها، لكنها تبقى إشارة الأمل، ومبعثًا للطاقة الإيجابية، بل وهي المهرب غير المكلف من ضربات الحياة وأزماتها، فابتسم يا صديقي ولا تفرط في حقك في التبسم، إذا كان كل ما حولك لا يساعدك على التبسم، ابحث أنت عن طريق التبسم، فربما تجده في مقالٍ مثل الذي بيديك يحمل إليك خمسة من أفضل كتب الأدب الساخر العربي لخمسة من أفضل وأكبر الكتّاب، ابتسم.

كتب PDF ، كتب و روايات PDF ، أفضل تجميعات الكتب، كتب عالمية مترجمة ، أحدث الروايات و الكتب العربية ،أفضل ترشيحات الكتب و الروايات، روايات و كتب عالمية مترجمة.