تأثير ضعف النظر على فنانين مشهورين

ديغاعانى ديغا من قصور في النظر خلال الفترة الممتدة بين العامين 1860 و1910، وهي الفترة التي أصبح أسلوبه خلالها أكثر خشونةً، خصوصاً مع تطور مرضه.
في العام 2006، استنتج الدكتور مارمور أن رؤية ديغا المركزية، التي تتمركز فيها حدة البصر، قد ضعفت خلال سنوات حياته الأخيرة. ومع ازدياد ضبابية العين مع مرور الوقت، أصبح أسلوبه في الرسم خشنًا، وفقد رقة أعماله الأولى.
ويظن مارمور أن أعمال ديغا المتأخرة بدت له أكثر سلاسة وطبيعية، مقارنة برؤيتها من قبل شخص عادي يتمتع بنظر سليم، إذ تمت تصفيتها من خلال مشكلته البصرية.رامبرانتفي العام 2014، لاحظ عالما الأعصاب مارجريت إس ليفنجستون وبيفيل أر كونواي من كلية الطب في جامعة هارفارد أن عيني الرسام الهولندي، الذي عاش في القرن السابع عشر، كانت غالبًا غير متماثلة في لوحاته الذاتية، حيث بدت إحدى عينيه تنظر مباشرة إلى المشاهد، بينما كانت الأخرى تنظر إلى الجانب.
وإذ افترض ليفنغستون و كونواي أنّ رامبرانت رسم نفسه بدقّة عالية، فإن ذلك يعني أن لديه نظرًا ضعيفًا، الأمر الذي ساعده لأنّه كان يجد صعوبة في إدراك العمق باستخدام الإشارات المجسّمة.
يسهم العمى الفراغي، أو عدم القدرة على استخدام التنقل الأفقي بين العينين، لرؤية ثلاثية الأبعاد، في مساعدة الفنانين على الرسم في بعدين.مونيهفي العام 1914، كتب كلود مونيه عن إحباطه المتزايد من ضعف بصره، مشيرًا إلى أنّ الألوان لم تعد لها الكثافة نفسها. وقال: "اللون الأحمر بدا كالطين. وأصبحت لوحاتي تسودّ شيئًا فشيئًا".
وفي العام 1923 خضع مونيه لجراحة إزالة المياه البيضاء، التي مكّنته من العودة إلى استخدام أسلوبه الأساسي في رسم اللوحات، حتّى أنه تخلّص من كثيرٍ من أعماله الفنية التي رسمها خلال فترة السنوات العشر التي عانى فيها من مرض في عينيه.جورجيا أوكيفياشتهرت هذه الفنانة الأمريكية في القرن العشرين بلوحاتها التي تصوّر الأزهار وجماجم الحيوانات والمناظر الطبيعية في مناطق في جنوب شرق آسيا.
وقد عانت أوكيفي من التنكس البقعي، وهي حالة طبية يمكن أن تؤدي إلى غباش الرؤية أو عدم الرؤية من مركز المجال البصري، إلّا أنّها أكملت آخر لوحة زيتية لها من دون مساعدة في العام 1972.
ومع ذلك لم تؤثر رؤيتها المتناقصة على إرادتها في صنع الفن. وعندما كانت عمياء تقريبًا، عادت إلى الفن بمساعدة العديد من المساعدين، وخلقت العناصر البصرية المفضلة من ذاكرتها ومن خيالها المذهل.
وفي العام 1977، قالت الفنانة ذات التسعين عامًا: "أستطيع أن أرى ما أريد رسمه. فالشيء الذي يجعلك ترغب في خلق شيء ما، لا يزال موجودًا".