القراءة.. بوابة للدخول إلى الحياة

من الأهمية بمكان أن نخلق ثقافة القراءة لدى جميع الأطفال في سن مبكرة - وخاصة أولئك الذين يجدون القراءة شاقة - لذلك نحن نقضي على خطر الأمية بالنسبة لهم.

ويلاحظ المركز الوطني لإحصاءات التعليم بالولايات المتحدة الأميركية أن طلاب المدارس العامة في الولايات المتحدة، الذين يقرأون من أجل الاستمتاع كل يوم تقريبا، كانوا أعلى في المتوسط في التقييم الوطني للتقدم التعليمي لعام 2011، مقارنة بالطلاب الذين يقومون بذلك بشكل أقل تكراراً، حيث سجلوا أدنى مستوى. خطوات على الطريق جدير بالذكر، أن البالغين الذين لم يصبحوا أبداً قرّاء أكفاء يواجهون صعوبة في العثور على عمل، أو في الاحتفاظ بوظيفة، أو في كتابة الرسائل أو رسائل البريد الالكتروني، أو في ملء نماذج العمل، أو في مساعدة أطفالهم في أداء واجباتهم المدرسية.

وللمساعدة فإن هناك 10 خطوات لخلق ثقافة القراءة:

 1 - عدم الحكم على القارئ فالبيئات التي تقدم العديد من مواد القراءة على مستويات مختلفة وبأشكال مختلفة، تمكن الطلاب من العثور على المواد التي تناسبهم. ويتعرض قارئ اليوم إلى المزيد من الوسائط بجميع أشكالها مقارنة بأي قارئ من قبل، وبالتالي يمكنهم القراءة في أي موضوع يختارونه.

وعلى المدرس أن يطلب من تلاميذه أن يصفوا الأوقات التي كانت القراءة فيها جيدة لهم، وماذا كانوا يقرؤون في ذلك الوقت؟ ولماذا كانت جيدة؟ كما عليه ألا يستبعد حديثهم حول بعض الصفحات الرياضية أو مواقع الويب الجيدة التي قاموا بزيارتها، فكل ذلك يعتبر علامة على القراءة الملهمة.

وعلى المدرس أن يعي أن قراء اليوم يستخدمون أشكالا مختلفة من الوسائط، مثل رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية ومنشورات المدونات، وما إلى ذلك، من أجل عملية التواصل الاجتماعي.

فهذه الوسائط يمكن أن تتم تسميتها بمصادر للقراءة، ويمكن أن يؤدي استخدام طرق الاتصال هذه داخل الفصل إلى جعل القارئ أكثر وعياً لقدرته على القراءة والكتابة كما يحفزه على القراءة أكثر.

 2 – تقديم مجموعة من المواد فقد يكون الطلاب مترددين في القراءة ليس لأنهم يفتقرون إلى المهارات الأساسية، ولكن لأنهم لم يجدوا مواد تناسب اهتماماتهم وقدراتهم ومزاجهم، وقد وجدت دراسة استقصائية أُجريت في عام 2008 أنه على الرغم من وفرة المعلومات ومواد القراءة، فقد وافق %55 من الاطفال الذين شملهم الاستطلاع على عبارة «لا توجد كتب جيدة حقاً للأولاد أو الفتيات في عمري» وربما تكون أحد الاسباب الرئيسية لعدم قيام الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 9 و17 عاماً بقراءة المزيد من الكتب للمتعة هو أنهم يواجهون مشكلة في العثور على الكتب المناسبة لأعمارهم، بينما قال %15 فقط إنهم لا يقرأون من اجل المتعة لأنهم «لا يحبون القراءة» هذه النتائج تعني أنه يجب علينا تعريف الأطفال بمجموعة كبيرة من مواد القراءة، وقد يكون العثور على الكتب ومصادر القراءة الأخرى التي تتوافق مع اهتمامات القراء الأكثر عاطفية أسهل مما يعتقد البعض، فأنشأ العديد من المعلمين مواقع ويب ومدونات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» تناقش طرقاً مختلفة تهدف لإشراك القراء المترددين واقتراح الكتب لإغرائهم. وعند تصفح مواقع مثل أمازون وبارنيس ونوبل، يستطيع الشخص العثور على عناوين جديدة في كثير من الأحيان.

 3 – توفير الوقت للحوار لمجرد أن الطلاب يبدو أنهم يقرأون بشكل مستقل لا يعني أن المعلمين يمكنهم التخلي عن الجانب الاجتماعي من القراءة، ففي كثير من الاحيان يتم منح القراء المترددين وقتاً أقل من القراء الذين يحبون القراءة ليكونوا اجتماعيين ومتفاعلين لأنهم يعتقدون أنهم بحاجة إلى مزيد من الوقت للتدريب على القراءة. وجدير بالذكر أن غياب مثل هذا الحوار الحيوي لا يسهم إلا في شعور القراء بالعزلة ونادراً ما يلهمهم لمتابعة كتابات أكثر تحدياً، فالحوار هو نافذة على تجربة القراءة لشخص آخر، وهو وسيلة فعالة لإثارة إعجاب الناس بالقراءة. فعندما يقرأ المعلم والطالب معاً ويتحدثان عن اختيار كتاب لقراءته، فيمكنهما الدخول في حوار شيق وفعال ومثمر.

 4 – منح القراء مجموعة من الأدوات على المعلم أن يسلح طلابه من القراء بكل ما يحتاجونه من موارد لأجل التغلب على العقبات التي قد تواجههم مثل المخططات الأبجدية أو صناديق الكلمات أو بطاقات مطبوعة مع كلمات وصور شائعة تدل على المعنى، كما يمكن أن تساعد العديد من الأجهزة الرقمية مثل قوائم الكلمات والتطبيقات الأخرى المتعلقة بالقراءة على الهواتف المحمولة أو الهواتف الذكية واجهزة قراءة الكتب الإلكترونية وأجهزة التابلت.

 5 – ترك القراء يقرأون على راحتهم «كما يحبذون» في كثير من الأحيان، يفترض الآباء والمعلمون أن الطالب عند مستوى قراءة معين بسبب عمره قد يقولون أشياء مثل «هذا هو المكان الذي يجب أن يكون علينا الآن»، بدلاً من ذلك يجب عليهم تقييم مستوى القراءة المستقل لكل طالب وإرشاده لقراءة النصوص التي تتناسب وهذا المستوى، كما يمكن إرشاده لقراءة الكتب ذات المستوى الأقل قليلاً، أو الأعلى قليلاً، حيث تشجع الكتب التي تقل قليلاً عن مستوى قراءة الطالب ذلك الطالب على القراءة بشكل اسرع وأكثر ثقة، ولا ينبغي التقليل من شأن هذه الكتب ابداً، كما يجب ألا يخجل الطالب أبداً من قراءتها، ويمكن أن تكون الكتب على مستوى أعلى قليلاً عن طريق مؤلفين يحبهم الطلاب بالفعل، على سبيل المثال، مما يحفزهم على تنمية شغف القراءة لديهم، وبالتالي لا ينبغي أبداً حبس الطلاب في مستوى واحد.

 6 – الإبحار عميقاً يمنح الأدب فرصة للتفكير في العالم الذي يعيش فيه الأفراد والرد عليه بطريقة شخصية وعميقة، ومن ثم فالتحدث إلى الطلاب حول ردود أفعالهم يتيح لهم التعبير عن مشاعرهم بطرق آمنة، فعلى المعلم أن يبدأ بجعل الطلاب يشاركون أماكن القراءة المفضلة لديهم والحديث عن أسباب اختيارهم لها، ويحتاج القراء الى طرق لمناقشة الكتب بعمق، فهذا يساعدهم على رؤية أن النص يجب الا يكون طويلاً للغاية حتى يستحق استجابة عميقة، فقد يقرأ نصوصاً أبسط بصوت عالٍ لإظهار مدى عمق تفكيره، وجدير بالذكر أن الحوار المدروس يجعل تجربة القراءة اجتماعية ويعمق الفهم لدى الطلاب، غالباً ما يرحب القراء الذين يواجهون صعوبات في إجراء عملية Lit Loop والتي تعني القراءة والكتابة والتحدث والاستماع في بعض الاحيان مع الآخرين الذين يقرأون المادة العلمية نفسها، ومن ثم على المعلم ألا ينتظر أن يقوم المشاركون النشطون برفع ايديهم للمناقشة، بل عليه أن يسمح لجميع الطلاب بالتواصل والنقاش حول أحد الكتب، من خلال التدوين والمراسلة داخل الفصل الدراسي أو عبر فصول دراسية مختلفة، فهذه الخطوة تلهمهم لتبادل الأفكار وتوسيع المدارك.

 7 – امتداح التصفح وإعادة قراءة المحتوى:

فالتصفح وإعادة قراءة المعلومات هي علامات القارئ القوي، حيث إن إعادة القراءة تبني الفهم وتوسع مداركه، فيستطيع الشخص أن يقرأ النص بشكل مختلف في كل مرة، ومن ثم يتعين على المعلم أن يمتدح طلابه الذين يقضون وقتاً في التصفح وإعادة قراءة الأفكار.

 8 – بناء القدرة على التحمل تسهم القراءات السريعة التي يقوم بها الطالب في تحفيزه على القراءة المستمرة دون الشعور بملل، ويمكن استخدام «المؤقت» كوسيلة رائعة للحصول على قارئ مقاوم للالتزام، ويستطيع المعلم زيادة الوقت تدريجياً لضمان الحفاظ على التزام الطالب وبناء عضلات القراءة لديه، إن جاز التعبير، وعلى المعلم أن يخبر طلابه أن ممارسة القراءة السريعة ستساعدهم على بناء القدرة على التحمل، وأن قراءة نصوص مختلفة حول موضوع واحد ستساعدهم على تعلم كيفية التحدث الى الآخرين عن الأفكار نفسها بطرق مختلفة.

 9 - تعليم الطلاب طرقاً لمراقبة معدل قراءتهم ونوعيتها: ففي هذا العصر، تعد القراءة متنوعة وغنية، الأمر الذي يلقي مسؤولية على عاتق المعلمين نحو تمكين الطلاب من اختيار ما يقرؤونه، كما يمكن إرشادهم لاستخدام طرق لمراقبة معدلات قراءاتهم كالاحتفاظ بسجل للمواد التي يقرؤونها، بدءاً من كتابة قوائم الكتب في الاشارات المرجعية حتى يتم حفظها في غلافها الورقي الحالي، إلى حفظ عناوين الكتب في قاعدة بيانات محوسبة، وإنشاء ملفات إلكترونية للكتب تتضمن معلومات عن المؤلف والشخصيات وغيرها، وعلى المعلم أن يشجع الطلاب على استخدام أجهزتهم المحمولة لتسجيل المؤلفين وعناوين الكتب التي يحبونها.

 10 – توطين فرحة القراءة لدى الطلاب يعاني معظم القراء المترددين قدراً كبيراً من القلق والتوتر حول معدل القراءة في حياتهم، وهنا يثار تساؤل حول ما يتطلبه هؤلاء القراء لتجربة فرحة القراءة، يعد الحصول على الفرح امراً مهماً لأن جائزة الكفاءة في القراءة تأتي بثمن باهظ، ما يتذكره كثير من القراء الذين يواجهون تحديات حتى بعد قراءتهم الجيدة هو المصاعب والشعور بالوحدة في هذه الرحلة الطويلة الشاقة، ولكن يتعين على المعلمين أن يساعدوهم من أجل خلق عالم لجميع القراء مملوء بفرحة الاكتشاف والخيال والمعلومات، والطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي جعل العالم ينبض بالحياة من خلال القصص التي سيحبها الطلاب ونصوصها التي تعمق شغفهم وتستلهمه.

كتب PDF ، كتب و روايات PDF ، أفضل تجميعات الكتب، كتب عالمية مترجمة ، أحدث الروايات و الكتب العربية ،أفضل ترشيحات الكتب و الروايات، روايات و كتب عالمية مترجمة.