التواضع والإنسانية بجانب العلم هو ما يبقى، في وداع د. شاكر عبد الحميد قائمة بأهم مؤلفاته 💔

أما عن د. شاكر عبد الحميد فيُعد من أهم الباحثين في المجال الفني من منظور علم النفس الإبداعي بشكل خاص، وعملية التلقي والنقد الفني بشكل عام، بالإضافة لكتابات مهمة في علم النفس بشتى فروعه. سنعرض قائمة بها في المقال.


فقد كان الفقيد نموذجًا للتواضع الشديد والسماحة ومساعدة الآخرين وبالأخص طلابه، فلم يبخل عليهم بعلمه بأي شكل ومن تعامل مع الدكتور شخصيًا ولو مرة يعرف جيدًا ما أتحدث عنه.

شاكر عبد الحميد سليمان مواليد ١٩٥٢ بمدينة أسيوط، تقلد مناصب هامة في السلك الثقافي، ومن أهمها وزير الثقافة في حكومة كمال الجنزوري عام ٢٠١١، وفي أثناء ما كانت تمر به البلاد من أحداث عقب ثورة يناير قدم شاكر عبد الحميد الكثير للوسط الثقافي أثناء تواجده في منصبه.

تخرج عبد الحميد في كلية الآداب جامعة القاهرة تخصص علم النفس عام ١٩٧٤ ونال درجة الماجستير عام 1980 والدكتوراه 1984 وكلاهما في تخصص علم النفس الإبداع من نفس الجامعة.

أهم كتب د. شاكر عبد الحميد ومؤلفاته

ليبدأ بعدها مشوار علمي طويل قدم من خلاله مجموعة كتب وأبحاث، تتخطى مئات المؤلفات المتميزة في النفس البشرية والعملية الإبداعية بشتى أنواعها، أنار بها طريق الباحثين من بعده، نفع الله الناس بعلمه ليوم الدين وجعله في ميزان حسناته.

نعرض فيما يلي قائمة أهم كتب د. شاكر عبد الحميد والذي يعد من أهم الباحثين في المجال الفني من منظور علم النفس الإبداعي:

الفن والغرابة: مقدمة في تجليات الغريب في الفن والحياة

صدر كتاب الفن والغرابة عام ٢٠١٠ عن الهيئة العامة المصرية للكتاب، يهتم فيه عبد الحميد بتفسير الظواهر الغريبة المرتبطة بالمبدعين والفنانين، سواء التصرفات الغريبة للفنانين نفسهم أو حتى ميول الجمهور الغريب لمواد ضد الطبيعة البشرية المتعارف عليها، مثل تفضيل أفلام الرعب.

مجهود بحثي جبار قام به د. شاكر وحيدًا لرصد وتفسير الظواهر الغريب، معتمدًا على مناهج علم النفس المختلفة مثل التحليل النفسي والمدرسة السلوكية والمدرسة المعرفية.

مدخل إلى الدراسة النفسية للأدب: نظريات وتطبيقات

يعتبر كتاب مدخل إلى الدراسة النفسية للأدب من أحدث كتب د. شاكر صدر عن الدار المصرية اللبنانية عام ٢٠١٧، وتكمن أهمية هذا الكتاب في كونه مرجع جامع شامل في المدارس النفسي وعلاقتها بدراسة وتحليل ونقد الأدب، مثل فرويد ويونج ولاكان الأشهر في مدرسة النقد النفسي الأدبي، كما يرصد الإسهامات العربية من المحللين أو النقاد في نفس الموضوع. كما يوضح وجود المدارس النقدية الأخرى التي ظهرت في مرحلة كمون التحليل النفسي أو ما يسمى بـ “مرحلة موت فرويد”.

وأما عن جزء النظريات فيطبق على أهم الدراسات الأدبية في الوطن العربي التي اتخذت المنهج النفسي طريقًا للتحليل منذ رسالة طه حسين التي ظهرت به اهتمام شديد بالجانب النفسي. ويذكر كذلك علماء النفس والمحللين المصريين أمثال الدكتور مصطفى سويف وغيره ممن أثرت في حركتي النقد والتحليل النفسي في مصر.

علم نفس الإبداع

صدر كتاب علم نفس الإبداع عن دار غريب عام ١٩٩٦، يهتم الكتاب بكل ما يتعلق بعلم النفس الإبداع بداية من تعريفاته المختلفة سواء العربية أو الأجنبية وتاريخ نشأته، ليوضح الكاتب أهمية تتبع نشأة وتطور أي فرع من فروع العلم، فمن خلال هذا التتبع نفهم كيف أثرت الأحداث المصاحبة في تشكيل هذا العلم.

كذلك يوضح مكونات هذا الفرع من العلم وعلاقته بغير من مجالات علم النفس المختلفة، بالإضافة إلى مناهج البحث العلمي التي يمكن تطبيقها عليه.

وتكمن أهمية هذا الكتاب في كونه مرجعًا جامعًا مفيدًا لكل الباحثين فوجود مثل هذا النوع من الكتب يساعد الباحثين وبالأخص الجدد منهم في فهم وتحصيل أكبر قدر ممكن من المعلومات في أقل وقت.

العملية الإبداعية في فن التصوير

يعتبر كتاب العملية الإبداعية من أقدم كتب الدكتور، صدر عام 1987 ضمن سلسلة عالم المعرفة (الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دول الكويت).

ويختص هذا الكتاب بمناقشة عملية التصوير من المنظور الإبداعي وعلم النفس، فمثلًا يجيب على أسئلة مثل: ما هي العوامل النفسية والاجتماعية المؤثرة على عملية التصوير؟ ما هي القوانين التي تحكم عملية التصوير كقوانين الإضاءة ونوعية الألوان وشدتها؟ تطبيق قوانين مدرسة الجشطلت Gestalt في الكل والجزء في التصوير، كما يناقش قضية مهمة في التصوير وهي الأصالة والطلاقة.

الأدب والجنون

وفي كتاب الأدب والجنون، صدر الكتاب عام ١٩٩٣ عن دار غريب كذلك، يستخدم الكاتب مصطلح الجنون مجازًا ليعبر عن “المرض العقلي” ليناقش في كتابه -بلغة يفهمها القارئ غير المتخصص- إشكالية مهمة في علم النفس الإبداع وهي علاقة المرض العقلي والاضطرابات النفسية والعقلية بالابداع الفني.

يناقش أيضًا الكتاب أهم الأعمال الأدبية العالمية التي ظهر بها بشكل أو بآخر اضطرابات نفسية عند أحد الشخصيات مثل “هاملت” و”الملك لير” للكاتب الإنجليزي شكسبير.