ألف ليلة وليلة: شهرزاد أمهر حكاءة في تاريخ الأدب

عن ألف ليلة وليلة

قد تكون حكايات ألف ليلة وليلة من أهم ما جاء في الأدب العربي والعالمي على الإطلاق. لغز حير الكثيرين من الكتاب والقراء والباحثين على حد سواء، فلا نعلم من كتب الحكايات ولا نعلم متى تم تدوينها بدقة، ولم تنل حكايات الليالي العربية شهرتها إلا بعد أن ترجمها المستشرق الفرنسي أنتوان غالان – Antoine Galland وذاع صيتها منذ ذلك الوقت.

تستعرض الحكايات تراثًا إسلاميًا عربيًا أصيلًا، إلا أن أصلها ونسبها دائمًا ما كانا موضع خلاف، فمن الناس من يعتقد بأن أصل الروايات جاء من بلاد فارس وتحديدًا من كتاب “هزار أفسانه” والتي تعني ألف خرافة.

غالبًا ما يسلط الضوء على الحكايات العربية في الإعلام بصور مرتبطة بالجاريات أو فوازير رمضان أو غيرها من أشكال لا تصور هذا الأدب المكثف الذي ألهم العديد من الروائين المهمين مثل بورخيس وأمبرتو إيكو وغيرهم، كأن حكايات الليالي العربية بدأت غريبة، ثم انتشرت في أوروبا ولاقت استحسانًا عظيمًا لتبقى هناك وتعود غريبة في أيامنا هذه كما بدأت.

الخلاف على حكايات الليالي العربية قد يكون وليد المشاهد الجنسية الموجودة في هذه الحكايات، خصوصًا بأن أحداثها تبرز في لهيب شعلة الدولة الإسلامية في عهد العباسيين، فلم تلق اهتمامًا من داخل الثقافة التي ولدت منها، كأنها طفل منبوذ خرج عن المألوف، فبالتالي هذه المشاهد استدعت العرب إلى إقصاء ونبذ الحكايات العربية حتى جاء غالان وترجمها.

قارئ الليالي العربية، سيعرف بأن لها ميزة كانت سببًا رئيسيًا لتهافت الكتاب والروائين على قراءتها والوقوع في شركها، وهي الحكايات الفرعية والحكايات الأصلية. الحكاية الرئيسية التي تحكي قصة شهريار، حين قرر الذهاب في رحلة لزيارة أخية الملك شاه زمان، ولكنه بعد خروجه، نسي شيئًا فعاد إلى قصره، ليرى بأن زوجته تخونه مع أحد الخدم، فاسودت الدنيا بوجهه وسل سيفه وقتل الاثنين وغادر.

وصل الملك شهريار عند أخيه، وخلال ذلك الوقت، اكتشف الملك شهريار بأن زوجة أخيه تخون زوجها هي الأخرى! وهنا، تبدأ رحلة انتقام الملك شهريار، فيكلف وزيره بأن يجد له عروسًا بكرًا ليتزوجها ثم يقتلها في اليوم التالي.

استمر الملك شهريار على هذا الحال لمدة ثلاث سنوات، دون كلل أو ملل أو رادع أو مانع. فضجت الناس وهربت بناتها ولم يبق في تلك المدينة بنت تتحمل الوطئ. وفي يوم من الأيام، طلب شهريار من وزيره أن يأتي له ببنت على جري عادته، فخرج الوزير وفتش فلم يجد بنتًا، فتوجه إلى منزله وهو غضبان مقهور خائف عى نفسه.

تتوالى الأحداث، وتبدأ الليلة الأولى التي تروي بها شهرزاد حكاية التاجر مع العفريت، وهنا تبدأ الحكاية صراعها مع الموت، في كل ليلة، تحمي شهرزاد روحها الثمينة بالحكايات والقصص. لا تنهي شهرزاد قصتها أبدًا، فيغلبها النوم في لحظة الذروة القصصية، فيدرك شهرزاد الصباح لتسكت عن الكلام المباح.

هذا هو الهيكل الرئيسي للحكايات والذي قد يكون أجنبيًا أو عربيًا في أصله، إلا أن الحكايات التي ترويها شهرزاد لا بد أن تكون عربية، فهي تذكر في قصصها وصفًا دقيقًا للقاهرة وبغداد وحلب والبصرة ودمشق وغيرها من المناطق العربية، فنرى جغرافية عربية أصيلة. يدعي المشككون بأصل الحكايات العربية، بأن المستشرق الفرنسي جمع هذه الحكايات وأضاف إليها ومن ثم نشرها في كتاب الليالي العربية.

إذًا، الحكايات الأصلية والفرعية التي قد ينطلق منها حكايات فرعية أخرى ومن تلك الفرعية حكايات فرعية أخرى وهكذا حتى نعود تدريبجيًا إلى الحكاية الأصلية هو ما ميز ما تحكيه شهرزاد.

تأخذ حكايات الليالي بعدًا سياسيًا أيضًا، فشهرزاد تدافع عن نفسها بحكايات تروي عدل الحكام وبطشهم، وظلم النساء وضعفهم أمام السلطة الأبوية المفروضة في المجتمع.

شكلت الحكايات العربية دورًا مهمًا في صورة الأدب العربي والعالمي، ويعود الفضل إليها في تصوير المجتمع العربي في لحظة من الزمن، فهل كان العرب مصدرًا لإلهام الكتاب الأوروبين وهوسهم بحكايات شهرزاد؟

بلغني أيها الملك السعيد

هكذا تبدأ شهرزاد كل ليلة حكايتها، بعد أن يدركها الصباح فتسكت عن الكلام المباح.  يقول عبد الفتاح كيليطو في كتابه أنبئوني بالرؤيا: “في داخل كل قارئ يغفو شهريار”، والسبب في ذلك أن القصص تشدنا، ولكنها لا تجذبنا إلا إن جاء ذلك من حكاء ماهر، يتلاعب بمشاعرنا، فتارة يشعرنا بهدوء وسلام، وتارة يضحكنا وأخرى يبكينا.

شهرزاد بدأت مغامرتها برهان على روحها، فقالت: “بالله يا أبت زوجني هذا الملك فإما أن أعيش وإما أن أكون فداء لبنات المسلمين وسببًا لخلاصهن من بين يديه”، لذلك كانت حكايتها سلاحًا وكلماتها ذخيرة في وجه ملك ظالم.

لم تكن قدرة شهرزاد على السرد وليدة الخوف ولم تكن ثقتها بنفسها حظًا، بل اكتسبت المعرفة من مكتبتها، فقيل عنها:

“وكانت الكبيرة (أي شهرزاد) قد قرأت الكتب والتواريخ وسير الملوك المتقدمين وأخبار الأمم الماضيين. قيل أنها جمعت ألف كتاب من كتب التواريخ المتعلقة بالأمم السالفة والملوك الخالية والشعراء”.

مرة أخرى يثبت لنا فعل القراءة كرمه، فقد كان السلاح الوحيد بين يدي شهرزاد.

إذًا، الحكايات الأصلية والفرعية التي قد ينطلق منها حكايات فرعية أخرى ومن تلك الفرعية حكايات فرعية أخرى وهكذا حتى نعود تدريبجيًا إلى الحكاية الأصلية هو ما ميز ما تحكيه شهرزاد.

تأخذ حكايات الليالي بعدًا سياسيًا أيضًا، فشهرزاد تدافع عن نفسها بحكايات تروي عدل الحكام وبطشهم، وظلم النساء وضعفهم أمام السلطة الأبوية المفروضة في المجتمع.

شكلت الحكايات العربية دورًا مهمًا في صورة الأدب العربي والعالمي، ويعود الفضل إليها في تصوير المجتمع العربي في لحظة من الزمن، فهل كان العرب مصدرًا لإلهام الكتاب الأوروبين وهوسهم بحكايات شهرزاد؟

بلغني أيها الملك السعيد

هكذا تبدأ شهرزاد كل ليلة حكايتها، بعد أن يدركها الصباح فتسكت عن الكلام المباح.  يقول عبد الفتاح كيليطو في كتابه أنبئوني بالرؤيا: “في داخل كل قارئ يغفو شهريار”، والسبب في ذلك أن القصص تشدنا، ولكنها لا تجذبنا إلا إن جاء ذلك من حكاء ماهر، يتلاعب بمشاعرنا، فتارة يشعرنا بهدوء وسلام، وتارة يضحكنا وأخرى يبكينا.

شهرزاد بدأت مغامرتها برهان على روحها، فقالت: “بالله يا أبت زوجني هذا الملك فإما أن أعيش وإما أن أكون فداء لبنات المسلمين وسببًا لخلاصهن من بين يديه”، لذلك كانت حكايتها سلاحًا وكلماتها ذخيرة في وجه ملك ظالم.

لم تكن قدرة شهرزاد على السرد وليدة الخوف ولم تكن ثقتها بنفسها حظًا، بل اكتسبت المعرفة من مكتبتها، فقيل عنها:

“وكانت الكبيرة (أي شهرزاد) قد قرأت الكتب والتواريخ وسير الملوك المتقدمين وأخبار الأمم الماضيين. قيل أنها جمعت ألف كتاب من كتب التواريخ المتعلقة بالأمم السالفة والملوك الخالية والشعراء”.

مرة أخرى يثبت لنا فعل القراءة كرمه، فقد كان السلاح الوحيد بين يدي شهرزاد.

إذًا، الحكايات الأصلية والفرعية التي قد ينطلق منها حكايات فرعية أخرى ومن تلك الفرعية حكايات فرعية أخرى وهكذا حتى نعود تدريبجيًا إلى الحكاية الأصلية هو ما ميز ما تحكيه شهرزاد.

تأخذ حكايات الليالي بعدًا سياسيًا أيضًا، فشهرزاد تدافع عن نفسها بحكايات تروي عدل الحكام وبطشهم، وظلم النساء وضعفهم أمام السلطة الأبوية المفروضة في المجتمع.

شكلت الحكايات العربية دورًا مهمًا في صورة الأدب العربي والعالمي، ويعود الفضل إليها في تصوير المجتمع العربي في لحظة من الزمن، فهل كان العرب مصدرًا لإلهام الكتاب الأوروبين وهوسهم بحكايات شهرزاد؟

بلغني أيها الملك السعيد

هكذا تبدأ شهرزاد كل ليلة حكايتها، بعد أن يدركها الصباح فتسكت عن الكلام المباح.  يقول عبد الفتاح كيليطو في كتابه أنبئوني بالرؤيا: “في داخل كل قارئ يغفو شهريار”، والسبب في ذلك أن القصص تشدنا، ولكنها لا تجذبنا إلا إن جاء ذلك من حكاء ماهر، يتلاعب بمشاعرنا، فتارة يشعرنا بهدوء وسلام، وتارة يضحكنا وأخرى يبكينا.

شهرزاد بدأت مغامرتها برهان على روحها، فقالت: “بالله يا أبت زوجني هذا الملك فإما أن أعيش وإما أن أكون فداء لبنات المسلمين وسببًا لخلاصهن من بين يديه”، لذلك كانت حكايتها سلاحًا وكلماتها ذخيرة في وجه ملك ظالم.

لم تكن قدرة شهرزاد على السرد وليدة الخوف ولم تكن ثقتها بنفسها حظًا، بل اكتسبت المعرفة من مكتبتها، فقيل عنها:

“وكانت الكبيرة (أي شهرزاد) قد قرأت الكتب والتواريخ وسير الملوك المتقدمين وأخبار الأمم الماضيين. قيل أنها جمعت ألف كتاب من كتب التواريخ المتعلقة بالأمم السالفة والملوك الخالية والشعراء”.

مرة أخرى يثبت لنا فعل القراءة كرمه، فقد كان السلاح الوحيد بين يدي شهرزاد.

عرفت شهرزاد أن للحكايات سلطة كبيرة، فاختارت أن تدخل شهريار في متاهة سردية فريدة، تدخله في قصص لا تنتهي، فكل باب تطرقه يفتح حكايات غريبة عجيبة.

خلطت الواقع بالخيال، كأنها كانت مصدر الواقعية السحرية فشهرزاد مزجت الخيال بالوقع قديمًا قبل كتاب أمريكا اللاتينية، كما أن حكاياتها منذ وصلت إلى أوروبا بعدما كانت غريبة في ديارها، تأثر بها الأدب الأوروبي تأثرًا واضحًا، فقال عنها فولتير:

“لم أصبح قاصًا إلا بعد أن قرأت الليالي العربية 14 مرة، وكم أتمنى أن أفقد ذاكرتي حتى أستعيد حلاوة القراءة الأولى”.

أمبرتو إيكو مثلًا، وفي روايته اسم الوردة، بنى روايته على حكاية فرعية من حكايات شهرزاد وهي حكاية الملك يونان والحكيم رويان، لم ينسخ إيكو أبدًا هذه الحكاية الفرعية، بل جاء بفكرة الكتاب المسموم، والصراع على اكتساب المعرفة، وكتب رواية بديعة جدًا. شهرزاد حتمًا ألهمت إيكو وبورخيس وبروست وغيرهم الكثير.