تأليف : شلتاغ عبود

إن وجود نظرية إسلامية للأدب ضرورة عصرية ملحة، مثلما الإسلام ضرورة حضارية منقذة للإنسانية كلِّها. من خلال هذا المنطلق نرى د. شلتاغ عبود ينضم إلى كتيبة المنظرين للأدب الإسلامي التي ضمّت من قبل: محمد قطب، د. عبد الرحمن الباشا، د. عبد القدوس أبو صالح، د. عبد الباسط بدر، د. صالح بيلو، د. أحمد بسّام ساعي، د. مصطفى عليان، د. صابر عبد الدايم، محمد الحسناوي، د. عبده زايد، د. محمد بن سعد بن حسين ... وغيرهم. يقع الكتاب في ثلاثة عشر فصلاً، تُسبق بمقدمة يتحدث فيها عن منهجه في تأليف الكتاب، فيقرر «أنه منهج معياري في أغلبه، يتخذ من الإسلام منهجاً للأدب، مثلما هو منهج لأوجه النشاط الإنساني كافة، ومن خلال هذا المنهج الشامل يجدُ الأدبُ عناصرَه وملامحَه ويرى المؤلف أن الفترة التي وُجدت فيها بذور الأدب الإسلامي طويلة تمتد إلى خمسة عشر قرناً، وهذه البذور تتمثَّل في كتاب الإسلام الأكبر «القرآن» كما تتمثّل في كثيرٍ من نماذج الشعر والنثر، إلا أنه على المستوى النظري لم تُتَحْ الظروفُ [في السابق] لبلورة نظرية إسلامية في الأدب واضحة المعالم. ويرى أن نظرية الأدب الإسلامي ضرورة، تنبع وتتشكّل ملامحها النظرية الآن من القرآن ـ في مرحلة يمكن أن نسميها مرحلة «الصحوة والانعتاق»، صحوة من عقاقير التخدير التي اجتهدت أن تمسح الشخصية الإسلامية، وتملأ الفراغات بالتصورات والسلوكات الغريبة والوثنية والعلمانية والنصرانية المحرفة، وانعتاق كامل من هذه القيم بالتوجُّه الكامل إلى الدين القيم الذي أكمله الله أولاً، ثم ارتضاه للمسلمين ثانياً. وإذا كان لا بد لهذه الصحوة والانعتاق من زاد فكري ونقدي نستعين به على الصراع الذي لا ينتهي مع قوى الوثنية والشرك والضلال، فإنه لا بد لها من شمولية حضارية تستوعب المجالات التي غزانا عدوُّنا من خلالها، ومنها الثقافة والآداب والفنون، ولعلَّها من أخطر الأبواب التي دخل الغزو الفكري منها إلى العقلية الإسلامية.

---