تأليف : عبد الرحمن حسين

صمت أنا وأحمد للحظات؛ لننظر إلى تلك السحب التي تجمعت فوقنا لتفرغ ما فيها من أمطار، ولكن في تلك الليلة لم تكن أمطارا فقط، بل كانت ليلة ممتلئة بصواعق الرعد والبرق، انتهت الجولة الثالثة بفوز أحمد للمرة الثانية على التوالي، مع الانتهاء المؤقت للأمطار، فمازالت السحب تحمل ما يكفيها من الصواعق والأمطار لباقي الليلة، قمنا بعد أن جمعنا قطع الشطرنج في صندوقها، وخرجنا من المكتبة، واتجه كل منا إلى مدخل بيته ولكن قبل أن أدخل رأيتها وهي تقف في شرفتها، تنظر إلى السماء المدججة بالغيوم التي تُسقط قطرات قليلة متبقية من ماء المطر تسقط على وجهها، فأصبحت كاللؤلؤة تلمع وسط الظلام. وقفت أتأمل فيها بضع دقائق، حتى قطعت تأملي ابتسامتها عندما تقابلت أعيننا، ولكن حياءها منعها من أن تقف أكثر من ثوان معدودة، فدخلت إلى غرفتها وأغلقت الشرفة، وصعدت إلى شقتي، فتحت الباب وأغلقته بهدوء لكي لا أوقظ أمي، دخلت غرفتي واستلقيت على السرير، وأغمضت عيني لأكمل شرودي في محبوبتي الذى قطعه ذلك الضوء الشديد الذى يخرج من مكتبي، وبالأخص من الدرج الذى به الصندوق، فقمت مسرعا إلى المكتب، وفتحت الدرج لأجد ما يدهش، المفتاح يضئ بشدة ولكن ما أدهشني أكثر ما حدث في الصندوق، فقد نقشت عليه حروفا لتكون جملة واحدة. "افتح الصندوق الآن فقد حان الوقت." #معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب2022 #اسكرايب_صالة2_جناحC24

---