تأليف : هنرى حبيب - شاكر إبراهيم

حين منحت الأمم المتحدة ليبيا استقلالها ، في 24 ديسمبر عام 1951 ، وصفت بأنها أشد دول العالم فقراً وتخلفاً إذ لم يكن عدد سكانها يزيد على المليون ونصف المليون نسمة ممن كانت الأمية تضرب بأطنابها بين صفوفهم إذ بلغت أكثر من 90 % فضلاً عن افتقارهم إلى الخبرة الفنية . لم تكن بالبلاد جامعات ولم تضم سوى عدد محدود من المدارس الثانوية التي أنشئت قبل الإستقلال بسبع سنوات . . . كل هذا كان نتيجة لقرون من السيطرة التركية والإستعمار الغربي بذلت خلالها كل محاولة ممكنة لإبقاء السكان العرب في مركز العبيد حتى لا يحرزون تقدماً لا بالنسبة لأنفسهم ولا لأمتهم، لقد بلغ القمع والإستعباد الذروة في ظل السيطرة الإيطالية ( 1911 - 1943 ) حين لم يتعرض الليبيون للقمع على أيدي السلطات الحاكمة فحسب ، بل فقدوا أيضاً معظم أراضيهم الخصبة التي استولى عليها مستوطنون قدموا من إيطاليا، وفي عام 1943 خلف البريطانيون والفرنسيون الإيطاليين وحاولوا تثبيت أقدامهم في البلاد عن طريق بث الفرقة والإنقسام لكنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم بفضل أحداث وظروف سياسية مجتمعة .

---