تأليف : ميخائيل شولوخوف

إن كانت سيرة الكاتب تعتبر المجرى الأساسي لتصوراته عن العالم، وهي كذلك فعلاً، فإنه كان من نصيب شولوخوف في الحياة معايشة تيارات تعتبر من أعنف التيارات التي عرفتها الثورة الاجتماعية في روسيا، وأكثرها عمقاً. كان شولوخوف في ميعان الصبا حينما استعرت نيران الحرب الأهلية على ضفاف الدون. فغدت مدرسة له وصقلت لديه بجده إرادة الثوري، وفي الوقت نفسه صقلت موهبة الكاتب التي غرستها الطبيعة فيه. بدأ ينشر أعماله في سن الثامنة عشرة. وفي العشرين أصدر مجموعة قصص وأحدثت روايته "الدون الهادئ" صدى مدوي ليصدر بعد ذلك أعماله الإبداعية تباعاً حيث الكتاب الأول من "أرضنا البكر" بعد صدور المجلدين الثاني والثالث من الملحمة. بصدور هذا الكتاب بدأ واضحاً اتساع نطاق القدرات الفنية للكاتب. إن فضل شولوخوف على الأدب الروسي يكمن في الجرأة المميزة لمؤلفاته. وهو لم يتهرب أبداً من تناقضات الحياة، أياً كان العصر الذي يتناوله بالوصف، وتظهر كتبه الصراع بين الماضي والحاضر بكل أبعاده. بالإضافة إلى ذلك فإن أعمال شولوخوف إنما تعكس تآلف الكاتب عضوياً مع عصره.. وبين "يدي القارئ مجموعة مؤلفات ميخائيل شولوخوف" الروائي البارز في القرن العشرين وأحد أعلام الأدب السوفييتي وهي تضم ما يلي: المجلد الأول "الأقاصيص"، المجلدان الثاني والثالث "أرضنا البكر" المجلد الرابع "لقد قاتلوا من أجل الوطن" "مصير إنسان". في مجموعته القصصية الأولى "أٌقاصيص" والتي كتبها في أعوام العشرينات، يروي شولوخوف أحداث الحرب الأهلية على ألدون، وعن التحطيم الثوري لنمط الحياة القديم وفي روايته "أرضنا البكر" يتعرض شولوخوف لمرحلة إدخال التعاونيات في الزراعة وانتصار نظام الكولخوزات في الريف السوفييتي. وأما روايته "لقد قاتلوا من أجل الوطن" و"مصير إنسان" فهي تعكس ميزات الإنسان السوفييتي الذي وقع على كاهله العبء الرئيسي والأكبر في الكفاح ضد الفاشية.

---