تأليف : مجدى فتحى السيد

ولد أبو بكر في مكة سنة 573م بعد عام الفيل الذي وُلد فيه النبي محمد بسنتين وستة أشهر، وكان أصغر عُمراً منه، ولم يختلف العلماء في أن أبا بكر وُلد بعد عام الفيل، وإنما اختلفوا في المدة التي كانت بعد عام الفيل، فبعضهم قال بثلاث سنين، وبعضهم قال بسنتين وستة أشهر، وآخرون قالوا بسنتين وأشهر ولم يحددوا عدد الأشهر، وقد نشأ أبو بكر وترعرع في مكة، وكان من رؤساء قريش وأشرافها في الجاهلية، محبباً فيهم، مألفاً لهم، وكان إليه الأشناق في الجاهلية، والأشناق هي الدِّيات، وكان إذا حمل شيئاً صدَّقته قريش وأمضوا حمالته وحمالة من قام معه، وإن احتملها غيرُه خذلوه ولم يصدقوه وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال، وقيل: كانت سنتين وأربعة أشهر إلا أربع ليال، وكان مولده بعد الفيل بثلاث سنين، دفن ليلا، وصلى عليه عمر بن الخطاب في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحمل على السرير الذي حمل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم-، ودخل قبره ابنه عبد الرحمن وعمر وعثمان وطلحة، وجعل رأسه عند كتفي النبي -صلى الله عليه وسلم-، وألصقوا لحده بلحد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وجعل قبره مثل قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- مسطحا، وكان آخر ما تكلم به: (تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) .

---