تأليف : حسن على المدنى

يعتبر عصر النهضة في الوطن العربي منعطف تاريخي ومرحلة مهمة بالنسبة لنا في دول الخليج العربي وبشكل خاص بدولة الإمارات بعد قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971م بقيادة المغفور له بإذن الله صاحب السمو / الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" ، وما تبعه من تفاعل أكبر لدى فئة الشباب من الوعي الثقافي والاجتماعي والحرص على إحداث تغيير ونقلة نوعية أسوة بما حدث في المجتمعات العربية المعاصرة والخروج من حالة الفقر والتخلف والتأخر إلى ما هو أفضل من التقدم والتطور والازدهار والوحدة فيما بين الأفراد والمجتمعات فحظيت دول الخليج العربي بتلك النقلة وشغلت موقعاً مهماً وبارزاً في الحركة العلمية والثقافية والاجتماعية فعكف المفكرين والكُتاب وأصحاب الأقلام الداعية إلى الوحدة والتطور والبعد المستقبلي من خلال تأثرهم بالحضارة الغربية والثقافات المجاورة لنا وكيفية النهوض بهذه المجتمعات والخروج بها إلى بر الأمان على النسيج الموروث الذي يحاكي الماضي ويتطلع إلى المستقبل فبدأت الأقلام تشق طريقها للنهوض بهذه المجتمعات من حالة الركود والجمود والقيود المتوارثة التي تعيق الانطلاق والبحث والتخلص من تبعات الماضي والنظر بالتأمل والانفتاح على المستقبل بمفهومه الحديث وبما يتلاءم مع الثقافات الأخرى مع عدم الإخلال بالمبادئ والقيم والعادات التي نشأ عليها أبناء هذا المجتمع مدركين ومقدرين الخصوصية التي يجب علينا المثول أمامها وعدم التفريط فيها لأنها جاءت منسجمة مع ديننا الإسلامي الحنيف فحظي أبناء الإمارات من العلم والفكر والتطبيق والتنوير ما حظى به أبناء الخليج وعملوا على تطويره وبلورته في إطار يتناسب مع مكونات هذا المجتمع مع مراعاة الفكر السائد في ذلك الوقت وتم ذلك بالفعل بعقول وسواعد أبناء هذا الوطن ممن التحقوا بالتعليم في مراحله الأولى سواء كان ذلك داخل الوطن أو خارجه وتجلى ذلك في كوكبة من الشباب الذين نهلوا من العلم في الدول العربية وبعض دول الخليج الذين كانت لهم البصمة الأولى في شق طريق التغيير والتطوير من مجتمع قبلي مغلق إلى آفاق أوسع وأرحب من خلال تأسيس ناديين أحدهما في منطقة مربح باسم نادي (الوحدة) والآخر بمنطقة قدفع باسم نادي (النجمة) وبدأ النسيج

---