تأليف : جوزيف فرانكل

العلاقات الدولية قديمة قدم البشرية، ولكن المصطلح نفسه لم يستعمل إلا في أواخر القرن الثامن عشر، للإشارة إلى قانون الأمم أو قانون الشعوب، أي ذلك القانون الذي كان يطبق عند البت في القضايا التي تتتضمن علاقات مع أجانب. وبمعنى آخر فإن المعنى القانوني للمصطلح استخدم قبل المعنى السياسي الذي نردده اليوم. ومعناه أوسع من مجرد الإشارة إلى العلاقات بين الدول، إذ المقصود منه هو رصد كافة الاتصالات بين الدول والحركات الوطنية، وحركات الشعوب والأفكار والسلع، عبر حدود وطنية. وبالتالي فإن العلاقات الدولية تعكس كافة صور المبادلات التي تجري بين الأطراف المختلفة عبر الحدود. بهذا الفهم العام الواسع يتناول الكتاب مجموعة من الدراسات المتعلقة بصور مختلفة للعلاقات الدولية من منظورين جغرافيين: المنظور الأول: يعكس صور العلاقات الدولية الأوروبية أو العلاقات الأوروبية-الأوروبية، وحدد لها المؤلفان القرن التاسع عشر، باعتباره عصر ازدهار الدبلوماسية الأوربية في التاريخ الحديث وباعتباره القرن الذي نشأت فيه الدول القومية بالمعنى الاصطلاحي المعروف اليوم. المنظور الثاني: يعكس صور العلاقات الدولية العربية، وخاصة العلاقات الأوروبية العربية. ويقدم فيه المؤلفان نماذج للعلاقات الدولية بين قوى سياسية غير متكافئة في القوة والنفوذ والنشأة والتطور، في محاولة لتقديم أمثلة متنوعة لآشكال العلاقات الدولية، بعض هذه الصور سياسي وبعضها اقتصادي والبعض الآخر دبلوماسي.

---