تأليف : سليمان أدونيا

تحكى الرواية عن شاب ارتيري اسمه ناصر يلتقي بإحدى الفتيات في حي النزلة ، وكيف استطاعت هذه الفتاة " فيور " أن تغير حياة ناصر وتقلبها رأساً على عقب ، كيف استطاعت أن تجذب إليها هذا الفتى الأسمر الوسيم ، وكيف جرت قصة حبهما من خلال رسائلها التى تلقيها عند صندوق قمامة بعد أن بلحق بها ناصر ويلتقطها ، تناقش الرواية الحالة الإجتماعية التى يعيشها المغتربين الأفارقة وما يعتريهم من الرهبة والخوفو سوء المعاملة من المؤسسة الدينية وبالمسؤول عن العمل . «فيور» و«ناصر» كُتب عليهما شقاء الحب والغربة في دهاليز مدينة تفصل بين الرجال والنساء في فترة الثمانينيات، فعاشا معًا تفاصيل فيلم حالم بالأبيض والأسود. مدينةُ جدة بالنسبة لهما كانت مقبرةً مخيفةً للعشاق وجنةً للمطاوعة المتشددين، مهما اختلفت قصص الحب عبر التاريخ في فصولها الدرامية الشائكة ونهاياتها، سنجد أنها تلتقي بشكل أو آخر في نقطة مفصلية مهمة من أحداثها، حين يستشف القارئ تلك المسحة الأسطورية الجذابة من الجرأة والتضحية في شخص البطل دون اكتراث بالعواقب تمامًا كما في رائعة تولستوي «أنّا كارنينا» التي بدا لها العالم كله باهتًا بدون عشيقها، فرمت بعرض الحائط طفلها الجميل وزوجها الثري والعرف المجتمعي السائد. ناصر وفيور أيضًا يقفان بصلابةٍ في وجه عادات وتقاليد مجتمع تختلف كثيرًا عن بيئتهما الإريترية من أجل لحظات حبٍ خالصةٍ تخصهما وحدهما.

---