تأليف : هدى الشرقاوي
لقد جردها من أمنها و أمانها و من دنياها التي رغبتها وارتضتها قبل أن يجردها من شرفها المسلوب . لم يكن اغتصابا جسديا بقدر ما كان اغتصابا لكل ما هو طاهر و برئء في نفسها . نهضت متثاقله تنفض عنها غبارا لم تعتد عليه من قبل ....جرجرت نفسها و جرت معها ذيول خيبتها و عارها .... طأطأت رأسها و خفضت جناحها و هامت على وجهها في ذلك الليل البهيم البائس. تحسست طريقها على الارض المخضبة بالوحل و سط هطول الامطار الذي لم ينقطع وسط ومضات البرق و صوت الرعد . من أسباب بهجتها و كثيرا ما أثار في نفسها نشوة و انتشاء . كانت تخرج أمام البيت وهي صغيرة تجري وتلهو تحت زخاته وعندما أدركها الصبا كانت تصعد الى سطح المنزل فتفعل كما كانت تفعل و هي صغيرة لم تعبأ ببلل أو نزلات برد .....كان الشتاء فصل سعادتها و زخاته دموع فرحها المنتظر ...... كم نسج خيالها خلاله من حكايات دافئة ....زخات المطر كانت تغسل أعماقها و تطهرها كما تغسل أوراق الشجر و تزيل عنها غبار باقي الفصول . أما الآن لماذا صار الغيث سوطا على جسدها يؤلم ويلهب و لا يبرد ؟!!! لماذا تحولت زخاته إبرا توخز جسدها و تشرحه ؟!!! ....و تساءلت هل لزخاته الان القدرة على غسل عار لحق بها رغما عنها ............هل ما زال للغيث تلك القدرة على التطهير ؟ هل سيطهرها من الوباء الذي أصابها أم أنه سيكون هلاكها؟
تحميل كتاب مغتصبة ولكن كتاب مغتصبة ولكن للتحميل المجاني تحميل الكتاب pdf، كتب عربية للتحميل تحميل روايات pdf عربية تحيل روايات عالمية روايات pdf ، تحميل كتب هدى الشرقاوي pdf تحميل جميع كتب هدى الشرقاوي و اقرأ مقالات مفيدة تذكر كل هذا وأكثر على مكتبة مقهى الكتب .
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور الحتوى