تأليف : عبد الرحمن محمد العيسوي

الشباب هم عدّة المجتمع وعتاده وأمله في المستقبل، وهم حملة الراية وحملة المسؤولية في القريب العاجل. والمتأمل في أمور الشباب والمراهقين في البلاد العربية يحزن أشد الحزن لما يتعرضون له من المؤثرات والتيارات المستوردة والوافدة، ومن المفاسد الداخلية ومن جو الفوضى والتسيب واللامبالاة التي باتت تتفشى في المجتمعات العربية، مع عجز الأسرة الحديثة عن القيام برسالتها في التوعية والتربية والإرشاد والتوجيه والضبط والربط، وفرض الحماية وتعليم الآداب والأخلاق العربية والإسلامية. بالإضافة إلى ذلك إن مما يسهم في جنوح شباب اليوم هو التيارات القوية والجرعات المكثفة التي يتجرعها الشباب من وسائل الإعلام، من دون ضوابط وموجهات أسرية. أضف إلى ذلك الفضائيات التي بات البعض منها لا يراعي قواعد الأخلاق والعفة والاحتشام فيما ينفقه من سموم جنسية وآراء منحلة في نفوس الشباب. لذا إن الشبان لهو بأمس الحاجة إلى تقديم الرعاية النفسية والصحية والاجتماعية والتربوية والثقافية، وأيضاً إلى التطبيق السياسي الجيد، وإلى غرس قيم المواطنة فيه، وتحريره مما يكبل طاقاته من المشكلات والأزمات والصراعات والتوترات والمتناقضات وحالة الفوضى وانعدام الضبط والربط. من ذلك الجنوح والإدمان والهروب والسرقة والعدوان والتمرد والعصيان والتخلف الدراسي والتخريب. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يطرح المؤلف من خلاله قضية جنوح الشباب المعاصر ومشكلاته والطرق الكفيلة في محاولة لمعالجة ذلك ضمن دراسة علمية منهجية ميدانية على ضوء ما جاء في علم النفس الحديث. وهذه لمحة عن أهم المسائل التي تمّ تناولها في هذه الدراسة: بعض مشكلات الشباب المعاصر وسبل علاجه، الأنماط السلبية والإيجابية في تربية الطفل في الوطن العربي، دور التلفزيون والراديو في تنشئة الفرد، تنمية السمات الإيجابية في الشباب العربي، أثر القيم الإسلامية في شخصية الشباب المعاصر، مشكلة جنوح الأحداث وجرائم الصغار، دارسة ميدانية للميول الدراسية لدى الطلبة الجامعيين.

---