تأليف : عبد الغفار مكاوي

شعرنقد أدبي قصيدة الصورة وصورة القصيدة: قراءة في ديوان قبل الشتات – بقلم: د.أحمد فرحات د.محروس بريك21 يونيو، 20181217 شارك على فيسبوكشارك على تويتر يمثل ديوان “قبل الشتات” للشاعر محروس بُريِّك باكورة أعماله الإبداعية، وهو الديوان الأول للشاعر ولم يكن التجربة الأولى لنشر إبداعه، أو إلقاء قصائده على الجمهور، فهو ربيب دار العلوم، بيت الشعر وقبلته، يؤمها الشعراء من كل حدب وصوب، ونشاطه في الدار غير خفي. يطالعنا الديوان بصورة غلاف دالة لورقة توت شبه ذاوية، ومنقطعة عن أثلتها، وفي قلب هذه الورقة يظهر نسغ اللون الأخضر سارياً في مجموعة الحزمة الوعائية(العروق)، وهو إشارة إلى قلب الشاعر النابض بالحياة، على الرغم من ذبول الأطراف وقرب موتها، وفنائها. فكل ما يحيط بعالم الشاعر ينذر بقرب الانتهاء والفناء، ويدعو إلى النهاية والموت، ويبقى الجوهر والباطن آهلا بالحياة والحركة. إذا يبدو أن لدينا ثنائية تشغل بال الشاعروتؤجج مشاعره، هي ثنائية الحياة والموت، أو الحضور والغياب، أو البقاء والفناء.. وبمطابقة صورة الغلاف بمحتوى الديوان برمته سنجد أن ثمة تقاربا بين صورة الغلاف والمحتوى الفكري للعمل الإبداعي، فالغلاف إشارة إلى العمل الشعري برمته، فالديوان يسير في خطين متوازيين: أحدهما عبرت عنه القصائد العاطفية التي تمثل اللون الأخضر في قلب ورقة التوت، والأخرى هي صورة القصائد السياسية ذات النبرة الشجية التي لونت الصورة بضبابية سوداء، ربما تستثير فعل المطر عما قريب، ولكن الصورة الحالية فيها سوداوية حالكة لما عليه الأمة العربية من تردٍ وتشتت واستقطاب.

---