تأليف : لؤي البواعنة

تظهر في هذه الدراسة محاولة جادة للوقوف على الدور الذي لعبه علماء المسلمين في عدة جوانب هامة منها : التعليمي والثقافي والسياسي والعسكري. وذلك في البحث عن هذا الدور الهام في مقاومة الغزو الفرنجي (الصليبي)، وتبني مفهوم الجهاد بصورة واضحة إبان فترة هذا الغزو الكاسح الذي طال مصر وبلاد الشام. تبين في هذه الدراسة أن انتصارات عماد الدين زنكي ونور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي، ودحرهم للغزاة لم تكن لتؤتي ثمارها في غياب عناصر مميزة ساهمت في ثقافة المقاومة عند الغزو لا سيما مسألة دعم علماء الدين والشريعة، والاهتمام بهم، وتقريبهم واستغلال نفوذهم. فانتصر صلاح الدين الأيوبي على الغزاة بسيفه وبأقلام العلماء ومواعظهم، وكان تحرير بيت المقدس عنوانا هاما لهذا التكاتف والتناصر بين السلطة السياسية والنخب الدينية الفاعلة في المجتمع.

---