تأليف : علي أحمد باكثير

أشعر أن أعمال باكثير المقتبسة أفضل كثيرا من اعماله المبتدعة.. وهذه المسرحية لا تشذ عن هذه القاعدة.. باكثير يتنبأ بسقوط الإمبريالية العالمية (ممثلة في المسرحية بإنجلترا و أمريكا) و ذلك عندما تتفق معظم دول العالم الصغيرة على تحقيق السلام .. لتتنشر عدوى السلام في كل أنحاء العالم بين جميع الشعوب.. هدف المسرحية هدف نبيل بالفعل... لكن المعالجة بدائية و ساذجة و سطحية لأقصى درجة.. ذكرتني بمسرحيات توفيق الحيكم "الطعام لكل فم" .. نفس الهدف النبيل الذي تحاول المسرحية ترويجه لكنه معالج بنفس البدائية و السطحية.. لكن أسوأ ما في المسرحية هو الربط الدائم لدى باكثير بين الغرب و بين الأخلاقيات الفاسدة.. فعندما يحاول باكثير أن ينتقد المجتمعات الغربية فإنه دائما ما يطرح الصورة النمطية المعتادة للعائلة المنحلة.. الزوجين الخائنين.. و الأبناء الذين لا يتوقفون عن ممارسة الزنا.. هذا طبعا في مقابل الصورة الحميدة لمجتمعاتنا الشرقية الفاضلة .. وهى الصورة التافهة التي قد يستخدمها شيخ زواية أمام مجموعة مصلين جهلة لكن أن يستخدمها أديب كبير مثل باكثير فهذا ما لا أحبه على الإطلاق.. كان من الأفضل مناقشة اختلافات التفكير و العقلية.. مبادئ حب العمل و العلم و تكافوء الفرص في بلاد الغرب في مقابل التواكلية و الشللية و الواسطة و المحسوبية و الخرافة في الشرق .. ووقتها كانت المقابلة ستكون أكثر واقعية وعمقا وموضوعية

---