تأليف : فيليب حتي

" فليب حتى" هو نموذج للمفكر الذي جمع كل ترهات المستشرقين في التاريخ ليُقدِّمها للمستهلك الغربي ، هذا الكتاب هو مختصر لكتابه الضخم " تاريخ العرب المطول " ، المشكلة الحقيقية التي ستواجهك عند قراءة مثل هذه الكتب المكتوبة بنفس غربي ، أننا لا نكتب تاريخنا من وجهة نظرنا ، والحقيقة أنه لا يوجد مؤرخ يكتب تاريخ بلاده أو أمته بموضوعية من وجهة نظر الأمم الأخرى ، والشيء المؤكد أنه صعب أن يكتب مؤرخ أو مفكر عن فترة تاريخية طويلة زمنيًا وتجده متماسكًا طوال صفحات كتابه بنفس القوة أو الموضوعية إن وجدت، اختيار المؤلف للعنوان "موجز تاريخ العرب" وكان أحرى به أن يسميه موجز تاريخ المسلمين فهو يعترف في أكثر من موضع في كتابه بأن الإسلام كان هو العامل الوحيد الذي جعل من العرب أمة ودفع بها دفعاً للتاريخ، كما يصرح مراراً وتكراراً أن هذا التاريخ الذي يتناوله وهذه الحضارة التي يكتب عنها اشترك فيها شعوب مختلفة إلى جانب العرب، فإذا كانت حجته أن اللغة العربية هيمنت على الشخصية الثقافية وهذا حق، فإنه لا يزال رابط الإسلام الأقوى والأبعد أثراً، ولكنني قد ألتمس للمؤلف العذر و أنا أعرف أنه قد ولد ونشأ في لبنان في زمن كان أفكار القومية العربية تمور في عقول المثقفين اللبنانيين والسوريين وتهيمن على توجهاتهم الفكرية والثقافية، فهذا الكتاب وسلفه المسمى "تاريخ العرب المطول" -والذي لم أطلع عليه – وإن كانا كتبا في فترة كهولة المؤلف وفي المهجر الأمريكي، إلا أنه لا يمكن الزعم بأن الرجل كان في معزل عن مؤثرات القومية العربية القادمة من الوطن.

---