تأليف : سمير ابو حامد

يعتبر الدماغ البشري الأكثر تطورا بين أدمغة الكائنات الحية، بما يملكه من وظائف تمكن الإنسان من المشي على قدمين، وعلى التفكير والتأمل والكلام وإجراء العمليات الحسابية والتوجه بالزمان والمكان وعلى التذكر أيضا. وتعتبر الخلايا الدماغية خلايا نبيلة، بمعنى أنها غير قابلة للتجدد أو التكاثر بشكل طبيعي، حيث يولد الإنسان وهو يحمل عددا محددا من هذه الخلايا العصبية، وهي المسؤولة عن الوظائف العصبية آنفة الذكر. إن فقدان عدد من هذه الخلايا معناه فقدان درجة معينة من الوظائف العصبية، وهذا ما تسببه الحوادث الوعائية الدماغية، والتي تعمل على حمان الخلايا الدماغية من الأوكسجين والطاقة اللذان يحملهما إليها الدم عبر الأوعية الدموية، وذلك إما لانسداد مجرى الدم، أو لتمزق هذه الأوعية. تعتبر الحوادث الوعائية الدماغية المسبب الأول لحالة العجز الحركي والعقلي عند الإنسان. ويؤدي هذا إلى فقدان المصاب القدرة على الاعتماد على الذات في تدبر أمور حياته اليومية. إن الانتشار الكبير للحوادث الوعائية الدماغية، وما تخلفه من عواقب خطيرة على حياة المصاب بها، دفعني لتأليف هذا الكتاب للناس عامة. وحاولت أن أقدم فيه استعراضا للأسباب والأعراض والعلاجات المتوفرة وطرق الوقاية الأولية والثانوية، وأخيرا الوسائل التأهيلية المتوفرة حاليا. في كل ذلك كنت أحاول الإجابة على استفسارات المريض والأهل حول بعض النقاط، وهو ما يساعد على فهم المريض ومحيطه لحالة العجز التي ألمت به وكيف يستطيع التغلب عليها ما أمكن. إنه كتاب تثقيف طبي لا يعوض عن الطبيب بل يحاول أن يكمل جهوده في تقديم المعلومة لمن يحتاجها.

---