تأليف : علي حسن غضبان

يعد العصر البويهي من العصور المهمة التي مرت بها الدولة العربية الإسلامية وهذا العصر الذي حكم فيه آل بويه وأقاموا فيه دولتهم في العراق وفارس التي استمرت أكثر من قرن، لكن هذه الدولة لم تلق نصيبها الكافي فقد تناولها الكثير من المؤرخين بميولهم السياسية والمذهبية متأثرين باقتران اسمها بأحداث بغداد وما آلت إليه الخلافة العباسية من تدهور وضعف في إدارتها إلى جانب سوء معاملة الأمراء البويهيين للخلفاء متممين بذلك ما أبداه القادة الأتراك، تناولت هذا الموضوع بإسهاب الكثير من المصادر والمراجع الحديثة في جوانبه الإدارية والاجتماعية والاقتصادية فضلا عن الجانب السياسي، وإذا كان هذا الأطناب في معلومات الموارد قد اختص ببغداد بوصفها حاضرة الخلافة فأن إمارة البويهيين في فارس لم تحظ بالاهتمام نفسه. وأن الكتابة في هذا المجال شاقة ومجهدة وذلك لتشعب أحداثها وتعدد حكامها وتداخل حكمهم وفي حقيقة الأمر كان لهذا اللبس والتشابك هو ما دفعني لاختيار الموضوع مستقصيا دور البويهيين في فارس وطموحاتهم التوسعية السياسية فضلا عن الجانب الفكري المزدهر.

---