تأليف : جينادي فاسيليفتش جارياتشكين

لقد اجتذب موضوع الهجرة الروسية انتباه الباحثين الروس حتى نهاية ثمانينات القرن الماضي، ولكن لم يكن مسموحا به، وبعد اهتمام المجتمع الروسي بهذا الماضي الممنوع وقيام رئيس روسيا الاتحادية (ف.ف. بوتين) بزيارة مقابر المهاجرين البيض: " سانت جنيف دي بوا" بضواحي باريس، سمحت السلطات الروسية لممثلي الهيئات الأرشيفية، والمكتبات، والباحثين الروس يبحث هذا الموضوع الممنوع. يقدم هذا العمل – الذي بين أيدينا- دراسة عميقة قيمة لنشأة الجالية الروسية في مصر، والظروف التي أدت إلى نشأتها، وطريقة حياتها في الإسكندرية، والدور الذي لعبته في الحياة الثقافية والسياسية بالعاصمة الشمالية وبمصر عامة، كما أن المؤلف لم يكتف بذلك، بل قدم عرضا تحليليا شيقا للجاليات الأخرى التي عاشت في الإسكندرية وقارنها بالجالية الروسية، وحدد موقع الأخيرة بينها، وتفاعل هذه الجاليات مع بعضها، وقد ساعده على ذلك إجادته التامة للغة العربية، وعمله الطويل بمصر وبالإسكندرية بصفة خاصة، وقدراته بوصفه أكاديميا خبيرا في البحث والإطلاع.

---