تأليف : بسام الجمل

في البداية أحب أن انوه ان الكتاب هو رسالة دكتوراه مما يعني استخدام الكاتب لغة اكاديمية بحته وجداول ونسب وترتيب للأفكار وخلاصة لكل فصل، الكتاب ثري بالمعلومات وبالتفاصيل. وتعتبر فوائد الكتاب أنه: اوضح أسباب النزول، فقد اتكأ عليه الفقهاء في إثبات العديد من القضايا القرآنية والاعتقادية، كالوحي والقراءات والنسخ والتفسير، وهذا العلم نشأ بعد فترة طويلة من عصر التنزيل المحمدي. حيث تشكل أسباب النزول 14% فقط كحد أقصى من القرآن ككل،الـ 14% هذه هي محور البحث وهي الركيزة التي اُعتمد عليها العرفاء و الفقهاء في بيان أحكامهم الفقهية والعقدية، فهل هذه النسبة من الروايات صحيحة؟ وقد اظهرا الكتاب أهم روايات أسباب النزول و كانت في كتابين خصّصا لأجلها: لُباب النقول للسيوطي وأسباب النزول للواحدي، ثم كتب التفسير كالطبري والرازي والقرطبي والطبرسي، ولقد اواضح ان اغلب الروايات تحتوي على اشكالات في تناقضها، وإشكالات في روايتها من الصحابة والتابعين وغيرهم، فمن الصحابة كابن عباس لم يكن شاهدا حقيقياً على فترة التنزيل المحمدي(وهذا شرط من شروط العلم ان يشهد الراوي على تنزيل الاية ليبين سبب نزولها)، فهناك آية ادلى بسبب نزولها وهو في الخامسة من سنه, وكذلك عائشة وأبو هريرة حيث أن الثاني ادلى بسبب نزول وهو في آنها كان غير مسلم، وذكر أيضا غيرهم من الصحابة كجابر بن عبدالله والبراء بن عازب وابن مسعود وكلهم يحملون اشكالات تشكك في صحة رواياتهم. والرواة من التابعين عاصروا الدولة الأموية واغلبهم كانوا موالي كعكرمة والحسن البصري مما يعني أنهم سيشهدون فترة التدوين في العصر العباسي، واحتمال تمذهبهم والضغط عليهم من السلطة لنحل أسباب نزول أو بسبب تأثير ايدولوجي مذهبي فلا يمكن التعويل على صحة جميع ما رووه وكذلك الرواة من غير التابعين كالكلبي والسدي اتهموا في عقيدتهم واختلف فيهم العلماء فلا يمكن ايضا الوثوق في جل رواياتهم. وخرج الدكتور بخلاصة صادمة، أن اغلب هذه الروايات منحولة ولا يمكن التعويل على صحتها وطالب بإعادة النظر فيها وقراءتها قراءة نقدية. والكتاب بشكل عام مهم جداً ومرجع اكاديمي ويشكل اهم دراسة عصرية تناولت هذا العلم، يُقرأ ثم يُقرأ من جديد.

---