تأليف : شحاتة محروس طه

أبناؤنا في مرحلة البلوغ يمرون بواحدة من أخطر مراحل حياتهم ، تتطلب قدرا كبيرا من الجهد في التربية والمتابعة والملاحظة. فعندما يصل النمو بالفرد إلى نهاية الطفولة المتأخرة، فإنه يسير قدما نحو البلوغ الذي لا يتجاوز عامين أو ثلاثة من حياة الفرد، ثم يتطور البلوغ إلى مرحلة المراهقة التي تمتد حتى تصل بالفرد إلى اكتمال النضج في سن الرشد، وذلك عندما يبلغ من العمر 21 سنة تقريبا. فالبلوغ إذن هو القنطرة التي تصل الطفولة المتأخرة بالمراهقة، والمراهقة هي مرحلة الإعداد للرشد. إن فترة البلوغ هي فترة تداخل والبالغ لا يعتبر نفسه فيها طفلا بسبب ما يطرأ على جسمه من تغيرات ومع ذلك قد ينظر إليه على أنه لا يزال طفلا خاصة من جانب الوالدين والمعلمين وعادة ما يؤدي ذلك التناقض إلى الاضطراب والشعور بعدم الأمان وفي كثير من الأحيان إلى سلوك غير مرغوب فيه. إن القصد من وراء هذا الكتاب هو مساعدة الوالدين والمربين على التعامل الصحيح مع المراهق، وتربيته تربية سليمة تقيه الأمراض، وحتى نساعد الآباء والمربين على ذلك حوى هذا الكتاب مقدمة وخمسة فصول، يعرض أولها للجانب الجسمي في حياة المراهق وأثر التغيرات الجسمية في سلوكه وفكرة الفتى عن جسمه. ويعرض الفصل الثاني للاحتياجات النفسية للفتى والفتاة، وكيف يراعي الآباء إشباع هذه الحاجات، ثم يعرض الفصل الثالث لعملية التكيف لدى الفتيان، وعوامل التكيف ومظاهره، والخوف والقلق والصراع وكيفية مواجهتها، ويعرض الفصل الرابع للجانب العاطفي في حياة المراهق، ودور الأسرة في رعايته والعوامل المؤثرة في انفعالات المراهق، ثم جاء الفصل الخامس ليعرض الأسس النفسية لرعاية المراهقين والأبناء عموما، ويلاحظ أن دور الوالدين والمربين مشفوع ببعض الآيات والأحاديث التي تمثل حلا لمشكلة أو خطأ تربوي يتناسب مع أسس التربية.

---