تأليف : يوسف متى فوزي . محمد كامل روكان

آرامية العهد القديم، هي لغة بعض أجزاء العهد القديم، بها سجلت أخبار اليهود في بابل منذ أن جيء بهم من أورشليم إلى عودتهم إليها، بعد أن سمح لهم الملك الفارسي كورش بذلك. جاء معظمها في سفري عزرا ودانيال، وآية واحدة في كل من سفري التكوين وارميا، تحكي أخبار الاضطهاد الذي تعرض له على يد البابليين، وأخبار سقوط بابل على يد الفرس أيام بيلشصر بن نبونائيد، ثم أخبار عودتهم وبناء الهيكل الذي دمره نبوخذنصر وترميم أسوار المدينة، وتبادل الرسائل مع الإدارة الفارسية بهذا الشأن. يرى الباحثون أن آرامية العهد القديم نشات من الآرامية البابلية، فبعد أن استولى نبوخذنصر على أورشليم عاصمة مملكة يهوذا سنة 587 ق.م، ودمر هيكلها وأسوارها، انتقاما منه لخروجهم على طاعته وتمردهم المستمر، فساق آلافا من أبناء شعبها أسرى إلى بابل، عامتهم وأشرافهم، فأقاموا في بابل وما حولها، واستوطنوا تلك الديار، وتعايشوا مع أهلها مرغمين، وعملوا وزرعوا وتاجروا، لهذا فإنهم تعلموا الآرامية لغة القوم، سكان البلاد الأصليين. وبهذه اللغة، موضوع كتابنا، وليدة الآرامية البابلية سجلوا أخبارهم في بعض أجزاء العهد القديم. منذ عشرين سنة ونيف، درست آرامية العهد القديم في قسم اللغة العبرية في كلية الآداب ثم كلية اللغات في جامعة بغداد، حيث كانت هذه المادة مثبتة في المنهج الجامعي، كما أنها درست لطلبة الدراسات العليا، واليوم، وقد تأسس حديثا، قسم اللغة السريانية، والسريانية سليلة الآرامية، كما هو معروف، فهي مثبتة أيضا في المنهاج الدراسي، ولهذا الغرض أعد هذا الكتاب ليدرس في هذا القسم الناشئ. وفضلا عن أن هذا الكتاب، الذي يقدم إحدى أهم اللغات العراقية القديمة السائدة في بابل حيث تم التدوين الأخير والنهائي لأسفار العهد القديم العبري الآرامي، فهو ذو فائدة كبيرة لأقسام الآثار التي تعنى بدراسة اللغات القديمة لا سيما في أرض الرافدين وسوريا، وهو خير عون لطلبة الدراسات السامية حيثما وجدوا، كما أنه ذو فائدة كبيرة لجميع طلبة اللغة العربية في كل الجامعات العراقية والعربية في مجال الدراسات اللغوية المقارنة.

---