تأليف : فاطمة عبد الحميد

في العام ٢٠٠٦ اتخذت وزارة العمل في السعودية قرارا بتأنيث المحلات النسائية (تحويل البائعين من الرجال إلى بائعات من النساء)، تبني رواية (ة النسوة) أحداثها على تبعات هذا القرار، حيث تعمل بطلة الرواية (أزهار) في محل (سدرة)، والذي تباع فيه مستحضرات التجميل والعطور النسائية، تدور معظم أحداث الرواية في أحد المجمعات التجارية في مدينة جدة... تجد أزهار ورفيقاتها في العمل، أنفسهن في بيئة جديدة على واقع المرأة في مجتمع محافظ، كان البيع فيه حكرا على الرجال فقط، هذه البيئة المختلطة، والمملوءة بالخوف حينا، وبالشك في أحايين أخرى، وبالكثير من المفارقات التي قد تصل إلى حدود الغرائبية في بعض المشاهد، ينعكس هذا الواقع الجديد على بطلات الرواية وعلى نفسياتهن بأشكال مختلفة، مما يتيح لبعضهن الاندماج بشكل أو آخر، أو الانسحاب من هذا الواقع الصادم إلى حالة (نوستالجية) كما حدث مع بطلة هذا العمل (أزهار). تتسلل إلى محل (سدرة) ومحل (غسق)، اللذين تعمل بهما أزهار ورفيقاتها، الكثير من النساء... الكثير من الحكايات الصغيرة التي تصب في نهر الرواية، تعمل الخلفيات الأسرية للبائعات على توسيع رقعة الأحداث، لتقدم صورة لمجتمع جديد في طور التشكل، تتحرر المرأة من عقدة العزلة، لتقع في عقدة الانكشاف، دون أن يكون لديها الرصيد الكافي لخوض هذه التجربة الجديدة، فتنجح في أماكن، وتخفق في أماكن أخرى، فيما تنتصب مرآة تغطي نصف جدار في محل سدرة، لتراقب الوضع بكثير من السخرية، تقوم المرآة هنا بدور راوية ثانية للعمل، تنظر إلى النساء بالكثير من السخط، وتتخذ من وجوههن التي لا تكف عن التحديق بها، ذريعة للتندر وإطلاق الأحكام، أو لعقد المقارنات بينهن وبين عالم المرايا الذي تنتمي إليه... ذلك العالم النقي الذي لا يعترف بالمساحيق، وبتعدد الوجوه الذي يتقنه البشر.

---