تأليف : هبة الحكيم

أشار إليها المحامي بتلك الورقة، وهو يقول: _أظن أنها مزيفة يا أستاذة رضوى، ومن الممكن أن نقوم بالطعن في صحتها. أمسكت رضوى الورقة بيدها ترمقها بشدة، لا يحتمل تفكيرها أن يستوعب ما تراه، تهمس بصوت خافت ملئ بالحسرة، وتقول: _للأسف ليست مزيفة، وللأسف أنا مَن سلمتها لأحمد بيدي. _ أي ورقة يا رضوى؟ هكذا نطقت منال فأشارت لها رضوى بالورقة، وانهارت في البكاء، إنها تقرير المستشفى عن الفترة التي قضتها فيها عقب وفاة أبيها وأخيها، والذي يثبت أنها تعرضت لانهيار عصبي حاد، وأنها على استعداد للتعرض له مرة أخرى فور حدوث ضغط عصبي مماثل.. الورقة التي سلمتها لك بيدي آمنة مطمئنة، وأخبرتك فيها بكم ضعفي ومدى عمق جرحي؛ كي تحتويه، تذكرتها الآن فقط يا أحمد، واستعملتها كخنجر تصوبه نحو عنقي لكي أرضخ لك.. قامت منال بإطلاق بعض الكلمات الواهية صوب رضوى كمهدئ فاقد مفعوله، ولكننا اعتدنا أن نرش بقطرات الماء صوب الغابات المحترقة، ونحن نعلم عدم جدوى ذلك، ولكن علينا أن نلقي بقطرات الماء تلك لا محالة.. انتحار ميت رواية للكاتبة هبة الحكيم من إصدارات اسكرايب للنشر والتوزيع صالة 2 جناح C24 معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٢

---