تأليف : عز الدين جلاوجي

الفراشات والغيلان هي أول رواية كتبها المبدع الجزائري '' عزالدين جلاوجي '' ذي اللغة الروائية الرمزية، والتي كل دال من دوالها يتحول إلى رمز منتج لدلالات تجذب المتلقي، وتأسره، وتزيد النص عمقا،ً وتأثيراً وثراء، فتصير بذلك الرواية ليست نشرة أخبار مناسباتية، مؤقتة، وإنما إبداع خلاق مميز وجميل، يعيد تأسيس العالم من جديد، بواسطة لغة مبتكرة خلاقة، لا تتكلم بلغة العبارة الشفافة، وإنما تتحدث بلغة الرمز، والإشارة التي تبعث في النفس لذة جمالية، وتثير في دواخلها أسباب الإبداع والفن، وتكسر تلك القشرة السميكة التي تغشى عيون قلبها، لتندفع نحو إعادة كتابة النص كتابة ثانية، تقول مالم يقله النص، وتكشف مالم يكشفه، وتكمل النص في رسم العالم الجديد، الروحاني المعنوي البعيد عن المادية، وتأسيسه على أرض الورق الطاهر . مايميز الرواية-هو براعة صاحبها في توظيفه تقنية الوصف، بمعنى أن الوصف في الرواية ليس مجرد نقل لأخبار فقط، بطريقة اعتباطية، تصير الوصف منفصلا عن العمل الروائي ككل، إنما هذه الرواية بمثابة جسد حي، ينبض حيوية حياة دلالية، قد أجاد هذا المهندس الروائي في هندستها، وتشكيلها تشكيلا لغويا مبدعا، يصير النص ورشة لإنتاج الدلالات، وجذب المتلقي، وإثارة تساؤلاته وخيالاته، وأسره داخل المتن الروائي الذي كلما يقرؤه يزداد عشقا، وهياما به، فيقرؤه عدة مرات دون ملل، إشباعا للذة السؤال الحارق، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن الرواية بناء جمالي، منتج للدلالة، وليست مجرد رصف للكلمات، ونقل للأخبار.

---