تأليف : الدكتور علي عبيد خضير المعموري

ان كثيرا ممن يؤدون الصلاة لا يدركون منها الا كونها طقساً عبادياً ورثوه عن أهليهم ام أخذوه عن رجل دين وأكثر ما يقولونه عنها ان الله عز وجل تعبدنا بها هكذا فيجب ان نؤديها كما تعبدنا الله تعالى بها ، وهذا عين الصواب فيما اذا كان السؤال يتعلق بشكل الصلاة وكيفية أدائها وحركاتها ، لكن السؤال هنا ما هو العمق في روح هذه العبادة ؟ أو بمعنى آخر ما هو البعد الروحي للصلاة بالنسبة للعبد ؟ فالموضوع مختلف لأن الباري تعالى لم يضعها جزافاً ليتعبدنا بها فقط لكنه في ذات الوقت أراد لنا الخير كله وكل ما منه ان يصلح الانسان روحاً وجسداً ويطهر نفسه بل يتعبدنا عبادة الأحرار ، ولعل المتتبع يلاحظ ان الباحثون قد أثبتوا لبعض الفروض الدينية من الخيرات أو الفوائد ما يتصل بصلاح الجسد صحياً وصلاح المجتمع مثل الصيام والزكاة وما خفي كان أعظم فلربما يأتي من يكشف عن بعض آخر أكثر وببعد أكبر والله أعلم .

---