تأليف : الفيلسوف الكوني/عزيز الخزرجي

إبتلائنا بكلّ المناهج و الأحزاب و المذاهب و الخيارات (الأشرعة و آلمناهج و آلأديان) لنختار .. إمّا شاكراً و إما كفوراً و إن المسلم الحقيقيّ سواءاً كان ينتمي لكتاب القرآن أو لكتاب الأنجيل أو لكتاب التوراه أو الزبور هو الفائز الأول .. و الخالد في هذا الوجود .. و لكن لها شروط و مواصفات و أهمها هي المعرفة و العمل الصالح و معرفة الجّمال .. فليس كلّ ما يقوم به المسلم سواءاً كان قرآنياً أو توراتيا ًأو إنجيلياً أو غيرها من الأنتماآت ؛ ليس كلّ ما يقوم به مقبول و يعتبر عملاً صالحاً فأبسط الأمور التي تفسد العمل الصالح هو الشعور بآلرضا و الخيلاء و التصورات الباطلة لفاعله بكونه يفتخر أنه قدم هذا العمل أو ذاك .. بينما الشرك كان يتجلى من ورائه و أبسطها كما قلنا هو إشراك النفس و إسعاده بذلك فيفسد عمله من الأساس .. ناهيك عن كون الفاعل إنما فعل ذلك أراد أن يحصل على أمور منها و أبسطها ؛ هو المقام و التبجيل و ربما للفوائد المادية التي يتوقعها مستقبلاً .. و هذه الأمور تكفي لأبطال عمله من الجذور حتى لو تبعتها الشهادة و هي أعظم عمل لوجه الله بحسب الظاهر!! و هنا تتجلّى الحرية و الأختبار بأوضح معانيها و أجمل صورها, و تدلّل بأنّ الخالق الحبيب رغم أنه هو الخالق و المعطي و المصور و الهادي و علّة العلل في هذا الوجود ووو .. لكنه رغم ذلك أعطانا كلّ الحريّة للأختيار و أشار فوق ذلك أيضا بتكميل أحسانه علينا و على الخلق أجمع؛ ببيان طريق الحقّ و مواصفاته و وجوب إتباعه.. لكونه هو الأفضل و لأنه يوصلكم للسّعادة الأبديّة .. و هكذا طريق الباطل يوصلكم للشقاء, و هذا هو قمة الأحسان و الفضل الذي يعجز عنه جميع الخلق حتى لو أصبح بعضهم لبعض ظهيراً, و هذا الأختيار يجسد في نفس الوقت أيضاً؛ عظمة الكرامة الألهيّة التي أهداها الباري لنا جميعأً و إنّها على قدر كبير من الأهمية ولا يجوز التهاون فيها أو بيعها بأيّ ثمن أو سلطان و كما تفعل الحكومات و الأحزاب و المنضوين تحت ألوية الأنظمة الكبرى الظالمة بشتى الأسماء والعناوين لأجل حطام الدّنيا الذي سرعان ما تزول في مدد معينة, بل لا يمكن أن يعادل تلك الكرامة إلاّ الخلود الأبدي مع السّعادة و الصّفاء و العشق .. فكيف يتحقق ذلك .. و ما هي المعرفة التي علينا معرفتها و التمسك بها لنُخلد في هذا آلوجود الغير معروف لنا تفصيلاً ولا حتى بشكل كلّي!؟

---